للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيرى الذي هو خيرٌ منه، فأمره الله أن يُكَفِّر عن يمينه، ويأتي [الذي] هو خيرٌ. وقال مرة أخرى قوله: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} إلى قوله: {بما عقدتم الأيمان}، قال: واللغوُ من اليمين هي التي تُكَفَّر، لا يُؤاخِذ اللهُ بها، ولكن مَن أقام على تحريم ما أحلَّ الله له، ولم يتحوَّل عنه، ولم يُكَفِّر عن يمينه؛ فتلك التي يُؤاخَذ بها (١). (ز)

٢٣٢٤٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- {ولَكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ}: وذلك اليمين الصَّبْر الكاذبة، يحلف بها الرجل على ظُلْمٍ أو قطيعة، فتلك لا كفارة لها إلا أن يترك ذلك الظلم، أو يرد ذلك المال إلى أهله، وهو قوله -تعالى ذِكْرُه-: {إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وأَيْمانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} إلى قوله: {ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ} [آل عمران: ٧٧] (٢). (ز)

٢٣٢٥٠ - عن يَعْلى بن مسلم، قال: سألتُ سعيدَ بن جبير عن هذه الآية: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان}. قال: اقْرَأ ما قبلَها. فقرَأتُ: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} إلى قوله: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم}. قال: اللَّغْوُ: أن تُحرِّم هذا الذي أحلَّ الله لك وأشباهه، تُكَفِّرُ عن يمينِك ولا تُحرِّمُه، فهذا اللَّغْوُ الذي لا يؤاخِذُكم به، ولكن يؤاخِذُكم بما عقَّدتم الأيمان، فإن مِتَّ عليه أُخِذْتَ به (٣). (٥/ ٤٤٠)

٢٣٢٥١ - عن سعيد بن جبير، {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم}، قال: هو الرجلُ يحلِفُ على الحلال أن يُحرِّمَه، فقال الله: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} أن تتركَه وتُكَفِّرَ عن يمينِك، {ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان} قال: ما أقَمْتَ عليه (٤). (٥/ ٤٤٠)

٢٣٢٥٢ - عن سعيد بن جبير -من طريق داود- قال في لغو اليمين: هي اليمين في المعصية. فقال: أوَلا تقرأ فتفهم؟! قال: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان}. قال: فلا يؤاخذه بالإلغاء، ولكن يؤاخذه بالتمام عليها. قال: وقال: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} [البقرة: ٢٢٤] (٥). (ز)

٢٣٢٥٣ - عن سعيد بن جبير -من طريق أبي بشر- في قوله: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم}، قال: هو الرجل يحلف على المعصية، فلا يُؤاخِذُه الله بتركها


(١) أخرجه ابن جرير ٨/ ٦٢١.
(٢) أخرجه ابن جرير ٤/ ٣٧.
(٣) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(٤) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٥) أخرجه ابن جرير ٨/ ٦٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>