للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخمر والميسر} الآيةَ؛ كَرِهها قومٌ لقوله: {فيهما إثم كبير}، وشَرِبها قومٌ لقوله: {ومنافع للناس}، حتى نزَلت: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}. فكانوا يدَعُونَها في حينِ الصلاة، ويَشرَبونَها في غيرِ حينِ الصلاة، حتى نزَلت: {إنما الخمر والميسر} الآية. فقال عمر: ضَيعةً لكِ! اليومَ قُرِنتِ بالمَيْسِر (١). (٥/ ٤٦٦)

٢٣٤٩٦ - عن سعيد بن جبير، قال: لَمّا نزَلت في البقرة [٢١٩]: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس} شَرِبها قومٌ لقوله: {ومنافع للناس}، وتركها قوم لقوله: {إثم كبير}، منهم عثمان بن مظعون، حتى نزَلتِ الآية التي في النساء [٤٣]: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}. فترَكها قومٌ، وشَرِبها قومٌ، يترُكونها بالنهار حين الصلاة، ويَشربونَها بالليل، حتى نزَلتِ الآية التي في المائدة: {إنما الخمر والميسر} الآية. قال عمر: أقُرِنتِ بالميسِر والأنصاب والأزلام؟! بُعدًا لكِ وسُحقًا. فترَكها الناس، ووقَع في صدور أُناسٍ مِن الناس منها، فجعَل قومٌ يُمرُّ بالراوية من الخمر فتُخرَقُ، فيمُرُّ بها أصحابُها فيقولون: قد كنا نُكرِمُك عن هذا المصرع. وقالوا: ما حُرِّم علينا شيءٌ أشدُّ من الخمر. حتى جعَل الرجلُ يَلقى صاحبَه فيقول: إنّ في نفسي شيئًا. فيقولُ له صاحبُه: لعلك تذكُرُ الخمر؟ فيقول: نعم. فيقول: إنّ في نفسي مثلَ ما في نفسِك. حتى ذكَر ذلك قومٌ، واجتَمعوا فيه، فقالوا: كيف نتكلمُ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاهدٌ؟ وخافوا أن يَنزِل فيهم، فأتَوْا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أعدُّوا له حُجَّةً، فقالوا: أرأيتَ حمزةَ بن عبد المطلب، ومصعبَ بن عمير، وعبدَ الله بن جحش، أليسوا في الجنة؟ قال: «بلى». قالوا: أليسوا قد مَضَوا وهم يشربون الخمر؟ فحُرِّم علينا شيءٌ دخَلوا الجنة وهم يشربونه؟ فقال: «قد سمِع الله ما قلتُم، فإن شاء أجابَكم». فأنزل الله: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون}. قالوا: انتَهينا. ونزَل في الذين ذكَروا حمزة وأصحابَه: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} الآية (٢). (٥/ ٤٥٨)

٢٣٤٩٧ - عن عامر الشعبي -من طريق سماك- قال: نزَلت في الخمر أربعُ آيات:


(١) أخرجه ابن جرير ٣/ ٦٨٠ - ٦٨١. وتقدم ذكره عند قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير} [البقرة: ٢١٩].
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر مرسلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>