للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكم تسؤكم}. فقدَّمنا إليه أعرابيًّا، فرشَوْناه بُردًا على مسألتِه، فاعتَمَّ بها حتى رأيتُ حاشيةَ البُردِ على حاجبِه الأيمن، وقلنا له: سَلْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف يُرفَعُ العلمُ وهذا القرآنُ بينَ أظهُرِنا، وقد تعلَّمناه وعلَّمناه نساءَنا وذرارينا وخدَمَنا؟ فرفَع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه، قد علا وجهَه حمرةٌ مِن الغضب، فقال: «أوَليست اليهود والنصارى بينَ أظهُرِها المصاحف، وقد أصبَحوا ما يتعلَّقون منها بحرفٍ مما جاءت به أنبياؤُهم؟! ألا وإنّ ذَهابَ العلمِ أن تذهَبَ حمَلَتُه» (١). (٥/ ٥٥٤)

٢٤٠١٣ - عن أبي مالك الأشعري، قال: كنتُ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزَلت هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء}. قال: فنحنُ نسألُه إذ قال: «إنّ لله عبادًا ليسوا بأنبياءَ ولا شهداء، يغبِطُهم النبيون والشهداءُ بقُربِهم ومَقعدِهم مِن الله يومَ القيامة». فقال أعرابيٌّ: مَن هم، يا رسول الله؟ قال: «هم عبادٌ من عباد الله مِن بُلدانٍ شتّى، وقبائلَ شتّى، مِن شعوبِ القبائل، لم يكن بينَهم أرحامٌ يتواصلون بها، ولا دنيا يتباذَلُون بها، يتحابُّون بروح الله، يجعَلُ الله وجوهَهم نورًا، ويجعلُ لهم منابرَ مِن لُؤلُؤ قُدّامَ الرحمن، يفزَعُ الناسُ ولا يفزَعون، ويخافُ الناسُ ولا يخافون» (٢). (٥/ ٥٥٤)

٢٤٠١٤ - عن عبد الله بن مالك بن بُحَينة، قال: صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهل المقبرة ثلاثَ مرات، وذلك بعدَ نزول هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}. فأسكَت القومُ، فقام أبو بكرٍ، فأتى عائشةَ، فقال: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صلّى على أهل المقبرةِ، فسَليه. فقالت عائشة: صلَّيتَ على أهل المقبرة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تلك مقبرةٌ بعَسقَلانَ، يُحشَرُ منها سبعونَ ألفَ


(١) أخرجه أحمد ٣٦/ ٦٢١ - ٦٢٢ (٢٢٢٩٠).
قال الهيثمي في المجمع ١/ ٢٠٠ (٩٧٦): «رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وعند ابن ماجه طرف منه، وإسناد الطبراني أصح؛ لأن في إسناد أحمد علي بن يزيد وهو ضعيف جدًا، وهو عند الطبراني من طرق في بعضها الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس صدوق، يكتب حديثه، وليس ممن يتعمد الكذب».
(٢) أخرجه أحمد ٣٧/ ٥٣٠ (٢٢٨٩٤)، ٣٧/ ٥٣٢ (٢٢٨٩٧)، ٣٧/ ٥٤٠ - ٥٤١ (٢٢٩٠٦)، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢١٧ (٦٨٧٦)، ٦/ ١٩٦٣ (١٠٤٥٢).
قال البيهقي في الأسماء والصفات ٢/ ٤٠٠ (٩٧٦): «فهذا حديث راويه شهر بن حوشب، وهو عند أهل العلم بالحديث لا يحتج به». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/ ١٣ (٤٥٨٥): «رواه أحمد، وأبو يعلى بإسناد حسن». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص ٦١٢: «وفيه شهر بن حوشب، مختلف فيه». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٢٧٦ - ٢٧٧ (١٧٩٩٦، ١٧٩٩٧): «رواه كله أحمد، والطبراني بنحوه، ورجاله وُثِّقوا». وقال الألباني في الصحيحة ٧/ ١٣٧٠: «وهذا إسناد حسن في الشواهد؛ لسوء حفظ شهر بن حوشب».

<<  <  ج: ص:  >  >>