[٢٢٥٠] اختُلِف في تفسير قوله: {وهم ينهون عنه وينأون عنه} على ثلاثة أقوال: الأول: هؤلاء المشركون ينهون الناس عن اتباع محمد، {وينأون عنه}: يتباعدون عنه. والثاني: وهم ينهون عن القرآن أن يسمع له ويعمل بما فيه. والثالث: وهم ينهون عن أذى محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويتباعدون عن دينه واتباعه. ورجَّح ابنُ جرير (٩/ ٢٠٥) القول الأول الذي قاله ابن عباس من طريقي العوفي وأبي طلحة، وابن الحنفية، والسدي، وأبي معاذ، والضحاك، وقتادة من طريق سعيد، وحبيب بن أبي ثابت مستندًا إلى السياق، فقال: «وذلك أنّ الآيات قبلها جرت بذكر جماعة المشركين العادلين به، والخبر عن تكذيبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والإعراض عما جاءهم به من تنزيل الله ووحيه، فالواجب أن يكون قوله: {وهم ينهون عنه} خبرًا عنهم، إذ لم يأتنا ما يدلُّ على انصراف الخبر عنهم إلى غيرهم، بل ما قبل هذه الآية وما بعدها يدل على صحة ما قلنا من أنّ ذلك خبر عن جماعة مشركي قوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دون أن يكون خبرًا عن خاصٍّ منهم». وكذا رجَّحه ابنُ كثير (٦/ ٢١)، ولم يذكر مستندًا.