للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٩٥٧ - قال عكرمة مولى ابن عباس: نزلت في الذين نهى الله - عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم - عن طردهم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رآهم بدأهم بالسلام، وقال: «الحمد لله الذي جعل في أمتي مَن أمرني أن أبدأهم بالسلام» (١). (ز)

٢٤٩٥٨ - قال عطاء: نزلت في أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وبلال، وسالم، وأبي عبيدة، ومصعب بن عُمير، وحمزة، وجعفر، وعثمان بن مظعون، وعمّار بن ياسر، والأرقم بن أبي الأرقم، وأبي سلمة بن عبد الأسد - رضي الله عنهم - أجمعين- (٢). (ز)

٢٤٩٥٩ - قال محمد بن السائب الكلبي: لَمّا نزلت هذه الآية: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم} جاء عمر? إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاعتذر إليه من مقالته، واستغفر الله تعالى منها، وقال: يا رسول الله، والله ما أردتُّ بهذا إلا الخير. فنزل في عمر?: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم} الآية (٣). (ز)

٢٤٩٦٠ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال يعنيهم: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا} يعني: يُصَدِّقون بالقرآن أنّه من الله {فقل سلام عليكم} يقول: مغفرة الله عليكم. كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رآهم بدأهم بالسلام، وقال: «الحمد لله الذي جعل في أُمَّتي مَن أُمِرْت أن أصبر معهم، وأُسَلِّم عليهم». وقال: {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده} نزلت في عمر بن الخطاب، تاب من بعد السوء، يعني: الشرك، {وأصلح} العمل، {فأنه غفور رحيم} (٤) [٢٢٧٩]. (ز)


[٢٢٧٩] اختُلِف فيمن عُنِي بهذه الآية؛ فقال قوم: هم القوم الذين كان عرض طردهم، فنهى الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - عن طردهم. وقال آخرون: هم القوم من المؤمنين الذين صوَّبوا رأي أبي طالب في طرد الضعفة، فأمر الله نبيه أن يسلم عليهم ويعلمهم أنّ الله يغفر لهم مع توبتهم من ذلك السوء وغيره. وقال غيرهم: هم قوم استفتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذنوب سلفت منهم فلم يؤيسهم من التوبة.
ورجَّح ابنُ جرير (٩/ ٢٧٣) القول الأخير الذي قاله ماهان، وأنس بن مالك مستندًا إلى اللغة، وظاهر القرآن، فقال: «لأنّ قوله: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا} خبرٌ مُسْتَأْنَف بعد تقضي الخبر عن الذين نهى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - عن طردهم، ولو كانوا هم لقيل: وإذا جاءوك فقل: سلام عليكم. وفي ابتداء الله الخبر عن قصة هؤلاء وتركه وصل الكلام بالخبر عن الأولين ما يُنبِئُ عن أنهم غيرهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>