للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥١٠٨ - عن الحسن البصري -من طريق عوف- {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم}، قال: من السماء (١). (ز)

٢٥١٠٩ - عن عمير بن هانئ العنسي، في قوله: {عذابا من فوقكم}، قال: أمراء السوء (٢). (ز)

٢٥١١٠ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} فعذاب السماء، {أو من تحت أرجلكم} فيخسف بكم الأرض (٣). (ز)

٢٥١١١ - عن أبي سنان الشيباني -من طريق حمزة بن إسماعيل- في قوله: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال: أشرافكم وأمراؤكم، {أو من تحت أرجلكم} عبيدكم وسفلتكم (٤). (ز)

٢٥١١٢ - قال مقاتل بن سليمان: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} يعني: الحَصْب بالحجارة، كما فعل بقوم لوط، فلا يبقى منكم أحد، {أو من تحت أرجلكم} يعني: الخسف، كما فعل بقارون ومن معه (٥) [٢٢٩٥]. (ز)


[٢٢٩٥] اختُلِف في معنى العذاب المذكور على قولين: الأول: العذاب الذي توعدهم الله ببعثه عليهم من فوقهم فالرجم، وأما الذي من تحتهم فالخسف. والثاني: عني بالعذاب من فوقهم: ولاة السوء، وأما الذي من تحتهم فالخدم وسفلة الناس.
ورجَّح ابنُ جرير (٩/ ٢٩٨) القول الأول الذي قاله أبو مالك، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والسدي، وابن زيد مستندًا إلى الأشهر الأظهر لغة، فقال: «وذلك أنّ المعروف في كلام العرب من معنى (فوق) و (تحت) الأرجل، هو ذلك دون غيره، وإن كان لما روي عن ابن عباس في ذلك وجه صحيح [يعني: القول الثاني]، غير أنّ الكلام إذا تُنُوزِع في تأويله فحمله على الأغلب الأشهر من معناه أحقُّ وأولى مِن غيره ما لم يأت حُجَّةٌ مانعة من ذلك يجب التسليم لها».
وكذا رجَّحه ابنُ كثير (٦/ ٧٥) مستندًا إلى القرآن، والسنة، فقال: «ويشهد له بالصحة قوله تعالى: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير * ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير} [الملك: ١٦ - ١٨]، وفي الحديث: «لَيَكُونَنَّ في هذه الأمة قَذْف، وخَسْف، ومَسْخ»».
وجمع ابنُ عطية (٣/ ٣٨٣) بين القولين، فقال: «وهذه كلها أمثلة، لا أنها هي المقصود، إذ هي وغيرها من القحوط والغرق وغير ذلك داخلٌ في عموم اللفظ».

<<  <  ج: ص:  >  >>