للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم صلاة، فأخَفَّ، وجلس، فأطال الجلوس، فلمّا انصرف قلنا: يا رسول الله، أطلتَ الجلوس في صلاتك! قال: «إنّها صلاة رغبة ورهبة، سألتُ الله فيها ثلاثَ خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة؛ سألُته ألّا يُسحِتَكم بعذاب أصابَ مَن كان قبلكم، فأعطانيها، وسألتُه ألّا يُسلِّط على بَيْضَتِكم عدوًّا فيَجْتاحَها، فأعطانيها، وسألتُه ألّا يَلبِسَكم شِيَعًا ويُذِيقَ بعضكم بأس بعض، فمنَعنيها» (١). (٦/ ٨١)

٢٥١٣٩ - عن ابن عباس، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «دعوتُ ربي أن يَرفَع عن أمتي أربعًا، فرفَع عنهم اثنتين، وأبى أن يرفَع عنهم اثنتين؛ دعوتُ ربي أن يرفَع عنهم الرجمَ من السماء، والغرق من الأرض، وألّا يَلبِسَهم شِيعًا، وألّا يُذِيقَ بعضَهم بأسَ بعض، فرفَع عنهم الرجم، والغرق، وأبى أن يرفَع القتلَ، والهَرْجَ» (٢). (٦/ ٧٥)

٢٥١٤٠ - عن شدّاد بن أوس، يرفعُه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إنّ الله زَوى لي الأرض حتى رأيتُ مشارقها ومغاربها، وإنّ مُلكَ أُمَّتي سيبلغُ ما زُوِي لي منها، وإنِّي أُعطِيتُ الكنزين الأحمر والأبيض، وإنِّي سألتُ ربي ألّا يُهلِكَ قومي بسَنَة عامة، وألّا يَلبِسَهم شيعًا ولا يُذِيقَ بعضهم بأس بعض، فقال: يا محمد، إنِّي إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُردُّ، وإنِّي أعطيتُك لِأُمَّتِك ألّا أُهلِكَهم بسَنَة عامَّة، ولا أُسلِّط عليهم عدوًّا من سواهم فيُهلِكوهم، حتى يكون بعضهم يُهلِكُ بعضًا، وبعضهم يقتلُ بعضًا، وبعضهم يَسبِي بعضا». فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنِّي أخافُ على أُمَّتي الأئمةَ المُضِلِّين، فإذا وُضِع السيف في أُمَّتي لم يُرفع عنهم إلى يوم القيامة» (٣). (٦/ ٨٢)


(١) أخرجه الطبراني في الكبير ٤/ ١٩٢ (٤١١٢)، والبزار -كما في كشف الأستار ٤/ ٩٩ (٣٢٨٩) -.
قال الهيثمي في المجمع ٧/ ٢٢٢ - ٢٢٣ (١١٩٧٢): «رواه الطبراني بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح، غير نافع بن خالد، وقد ذكره ابن أبي حاتم، ولم يجرحه أحد، ورواه البزار». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٨/ ٦٨ - ٦٩ (٧٤٩٤): «رواه أبو يعلى الموصلي، والبزار، بإسناد حسن».
(٢) أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٣/ ٢٧٤ - ، من طريق إسحاق بن عبد الله بن كيسان، حدثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف؛ فيه إسحاق بن عبد الله بن كيسان المروزي وأبوه، قال ابن حجر في لسان الميزان ٢/ ٦٣ - ٦٤: «ليّنه أبو أحمد الحاكم ... وقال البخاري في ترجمة عبد الله بن كيسان: له ابن يُسَمّى إسحاق، منكر الحديث. وقال ابن حبان في الثقات: يُتَّقى حديثه من رواية ابنه عنه ... ».
(٣) أخرجه أحمد ٢٨/ ٣٣٩ - ٣٤٠ (١٧١١٥)، وعبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٥٣ (٨١٤)، وابن جرير ٩/ ٣٠٣ - ٣٠٤.
قال الهيثمي في المجمع ٧/ ٢٢١ (١١٩٦٥): «رواه أحمد، والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح». وقال ابن حجر في الفتح ٨/ ٢٩٣: «بإسناد صحيح». وقال ابن كثير في تفسيره ٣/ ٢٧٣: «ليس في شيء من الكتب الستة، وإسناده جيد قوي، وقد رواه ابن مردويه من حديث حماد بن زيد وعباد بن منصور وقتادة، ثلاثتهم عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحوه». وأورده الألباني في الصحيحة ١/ ٣٢ (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>