للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٣٠٦ - قال محمد بن السائب الكلبي: وآزر أبو إبراهيم، وهو تارخ، مثل إسرائيل ويعقوب، وكان من أهل كُوثى، قرية من سواد الكوفة (١). (ز)

٢٥٣٠٧ - قال مقاتل بن حيان: لقب لأبي إبراهيم (٢). (ز)

٢٥٣٠٨ - قال مقاتل بن سليمان، في قوله: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر}: اسمه بكلام قومه: تارَح (٣). (ز)

٢٥٣٠٩ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر}، قال: ليس آزرُ بأبيه، ولكن: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر} وهُنَّ الآلهة، وهذا من تقديم القرآن، إنما هو إبراهيمُ بن تارَح (٤). (٦/ ١٠٢)

٢٥٣١٠ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة بن الفضل- قال: آزر أبو إبراهيم، وكان فيما ذُكِر لنا -والله أعلم- رجلًا من أهل كُوثى، من قرية بالسَّواد؛ سَواد الكوفة (٥). (ز)

٢٥٣١١ - عن سعيد بن عبد العزيز -من طريق عمرو بن أبي سلمة- قال: هو آزر، وهو تارَح، مثل: إسرائيل ويعقوب (٦). (ز)

٢٥٣١٢ - قال يحيى بن سلّام: والمقرأة على هذا التفسير: «آزَرُ» بالرفع، وكذلك كان الحسن يقرؤها بالرفع: «آزَرُ» يقوله إبراهيم لأبيه، ... كان بعضهم يقرؤها بالنصب، ويقول: اسم أبيه: آزر (٧) [٢٣٢٠]. (ز)


[٢٣٢٠] أفادت الآثارُ اختلاف المفسرين في المعنيّ بـ {آزر}، هل هو اسم أم صفة؟ وإن كان اسمًا فمَن المسمّى به؟ على ثلاثة أقوال: الأول: هو اسم أبيه. وهو قول الضحاك، والسدي، وابن إسحاق، وسعيد بن عبدالعزيز. الثاني: أنه ليس بأبي إبراهيم. وهو قول ابن عباس، وابن المسيب، ومجاهد، والسدي، وابن جريج. الثالث: هو سبٌّ وعيبٌ بكلامهم، ومعناه: مُعْوَجٌّ. كأنه تأوَّل أنه عابه بزَيْغِه واعْوِجاجِه عن الحقِّ. وهو قول سليمان التيمي.
وقد ذكر ابنُ جرير (٩/ ٣٤٥) اختلاف القُرّاء في قراءة {آزَرَ}، ورجَّح قراءة «من قرأ بفتح الراء من {آزَرَ} على إتْباعه إعراب الأبِ، وأنه في موضع خفضٍ، فَفُتِح إذ لم يكن جاريًا؛ لأنه اسمٌ أعجميٌّ». وبناءً على هذا الترجيح فقد جوَّز فَتْحَ {آزَرَ} مِن أحد وجهين: «إمّا أن يكون اسمًا لأبي إبراهيم - عليه السلام -، فيكون في موضع خفض ردًّا على الأبِ، أو يكون نعتًا له، فيكون أيضًا خفضًا، بمعنى تكرير اللام عليه، ولكنه لَمّا خَرَج مَخْرَج أحمر وأسود تُرِك إجراؤه، وفُعِل به كما يُفْعَل بأشكاله. فيكون تأويل الكلام حينئذٍ: وإذ قال إبراهيم لأبيه الزائغ: أتَتَّخِذ أصنامًا آلهةً؟». وبناءً على هذين الوجهين، فقد رجَّح مستندًا إلى ظاهر لفظ الآية، وأقوال السلف كون «آزر» اسما لأبي إبراهيم، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن الله -تعالى ذِكْره- أخبر أنه أبوه، وهو القول المحفوظ من قول أهل العلم، دون القول الآخر الذي زعم قائله أنه نعتٌ».
ثم وجَّه (٩/ ٣٤٦) قولَ مَن يَنسِبون إبراهيم إلى «تارَح» لا إلى «آزر» استنادًا إلى التاريخ بأنّه: «غير مُحالٍ أن يكون كان له اسمان، كما لكثيرٍ من الناس في دهْرنا هذا، وكان ذلك فيما مضى لكثيرٍ منهم، وجائزٌ أن يكون لقبًا».
وقوّى ابنُ كثير (٦/ ٩٤) توجيهه هذا، وقال: «وهذا الذي قاله جيِّد قَوِيٌّ».

<<  <  ج: ص:  >  >>