للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكفر بها أهل مكة {فقد وكلنا بها قوما} أهل المدينة الأنصار، {ليسوا بها بكافرين} (١). (ز)

٢٥٤٦٧ - عن الحسن البصري -من طريق أبي هلال- في قوله: {فإن يكفر بها هؤلاء} إن يكفر بها أُمَّتك (٢). (ز)

٢٥٤٦٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {فإن يكفر بها هؤلاء} قال: أهل مكة كفار قريش؛ {فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} وهم الأنبياء الذين قَصَّ الله على نبيه الثمانية عشر، الذين قال الله: {فبهداهم اقتده} (٣).

(٦/ ١٢٣)

٢٥٤٦٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق أبي هلال- في قول الله تعالى: {فإن يكفر بها هؤلاء} قال: أهل مكة؛ {فقد وكلنا بها} أهل المدينة (٤). (ز)

٢٥٤٧٠ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {فإن يكفر بها هؤلاء} يقول: إن يكفر بها قريش؛ {فقد وكلنا بها} الأنصار (٥). (ز)

٢٥٤٧١ - قال مقاتل بن سليمان: {فإن يكفر بها هؤلاء} من أهل مكة بما أعطى الله النبيين من الكتب؛ {فقد وكلنا بها} يعني: بالكتب {قوما ليسوا بها بكافرين} يعني: أهل المدينة من الأنصار (٦). (ز)

٢٥٤٧٢ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- {فإن يكفر بها هؤلاء} أهل مكة؛ {فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} أهل المدينة (٧) [٢٣٣٧]. (ز)


[٢٣٣٧] أفادت الآثار اختلاف المفسرين في المعنيِّ بـ {هَؤُلاءِ}، والمعنيِّ بالقوم الموكَّلين بها على أقوال: الأول: فإن يكفر بها كفار قريش، فقد وكَّلنا بها الأنصار. وهو قول قتادة من طريق أبي هلال، والضحاك، والسدي، وابن جريج، وابن عباس. الثاني: فإن يكفر بها أهل مكة، فقد وكَّلنا بها الملائكة. وهو قول أبي رجاء العطاردي. الثالث: فإن يكفر بها كفار قريش، فقد وكَّلنا بها الأنبياء الذين ذُكِروا في الآيات السابقة. وهو قول قتادة من طريق معمر.
وقد رجَّح ابنُ جرير (٩/ ٣٩٠) مستندًا إلى السياق القول الثالث، وقال معلِّلًا: «وذلك أنّ الخبر في الآيات قبلها عنهم مضى، وفي التي بعدها عنهم ذُكِر، فما بينها بأن يكون خبرًا عنهم أوْلى وأحقُّ من أن يكون خبرًا عن غيرهم».
واختار ابنُ القيم (١/ ٣٥٤ - ٣٥٥) الجمع بين هذه الأقوال كلها عدا القول بكون القوم الموكلين بها هم الملائكة، مستندًا إلى زمن النزول، فقال: «السورة مكية، والإشارة بقوله: {هَؤُلاءِ} إلى مَن كفر به من قومه أصلًا، ومَن عداهم تبعًا، فيدخل فيها كلُّ مَن كفر بما جاء به من هذه الأمة، والقوم الموكَّلون بها هم الأنبياء أصلًا، والمؤمنون بهم تبعًا، فيدخل كل مَن قام بحفظها، والذبِّ عنها، والدعوة إليها، وهذا ينتظم في الأقوال التي قيلت في الآية».
وانتقد مستندًا إلى السياق، ونظائر القرآن قولَ من قال: إنهم الملائكة، فقال: «وأما قول من قال: إنهم الملائكة، فضعيف جدًّا لا يدل عليه السياق، وتأباه لفظة {قَوْمًا}؛ إذ الغالب في القرآن، بل المطرد تخصيص القوم ببني آدم دون الملائكة، وأما قول إبراهيم لهم: {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} [الذاريات: ٢٥] فإنّما قاله لَمّا ظنهم من الإنس».

<<  <  ج: ص:  >  >>