للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: يفلِقُ الحبَّ والنَّوى عن النبات (١). (٦/ ١٤٢)

٢٥٦١٠ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {فالق الحب والنوى}، قال: فالقُ الحبة عن السُّنبلة، وفالقُ النواة عن النخلة (٢). (٦/ ١٤٣)

٢٥٦١١ - عن يعقوب، قال: سألتُ زيد بن أسلم عن قول الله: {فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي}، قال: الحبة قد فلقها، والنواة قد فلقها، فتُزرَع، فيُخرِج منها كما ترى النخل والزرع، والنطفة يُخرِجها ميتة، فيُقِرُّها في رَحِم المرأة، فيُخرِج منها خَلْقًا (٣). (ز)

٢٥٦١٢ - قال مقاتل بن سليمان: {إن الله فالق الحب} يعني: خالق الحب، يعني: البُرَّ، والشعير، والذُّرة، والحبوب كلها. ثم قال: {والنوى} يعني: كل ثمرة لها نوى؛ الخوخ، والنبق، والمشمش، والعنب، والإجاص، وكل ما كان من الثمار له نوى (٤). (ز)

٢٥٦١٣ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {فالق الحب والنوى}، قال: الله فالق ذلك، فلقه فأنبت منه ما أنبت، فلق النواة فأخرج منها نبات نخلة، وفلق الحبة فأخرج نبات الذي خلق (٥) [٢٣٥٠]. (ز)


[٢٣٥٠] أفادت الآثار اختلاف المفسرين في معنى: {فالِقُ الحَبِّ والنَّوى} على ثلاثة أقوال: الأول: شَقَّ الله جميع الحب عن جميع النبات الذي يكون منه، وشق النوى عن جميع الأشجار الكائنة عنه. وهو قول السدي، وقتادة، وابن زيد. الثاني: معنى فالق: خالق. وهو قول ابن عباس من طريق العوفي، والضحاك. الثالث: الشَّقَّ الذي في الحبَّة والنَّواة. وهو قول مجاهد، وأبي مالك.
وقد رجَّح ابنُ جرير (٩/ ٤٢٢) القولَ الأول مستندًا إلى السياق، فقال: «وذلك أنّ الله -جل ثناؤه- أتْبَع ذلك بإخباره عن إخراجه الحي من الميت، والميت من الحي، فكان معلومًا بذلك أنه إنما عنى بإخباره عن نَفْسِه أنّه فالق الحب عن النبات، والنوى عن الغروس والأشجار، كما هو مُخْرِج الحي من الميت، والميت من الحي».
ووافقه ابنُ عطية (٣/ ٤٢٤) مستندًا إلى ظاهر لفظ الآية، فقال: «وهذا هو الظاهر الذي يعطي العبرة التامة».
وانتَقَد ابنُ جرير مستندًا إلى مخالفة لغة العرب قول الضحاك، وابن عباس من طريق العوفي، فقال: «وأمّا القول الذي حُكِي عن الضحاك في معنى فالق: أنّه خالق؛ فقولٌ -إن لم يكن أراد به أنّه خالقٌ منه النبات والغروس بِفَلْقِه إياه- لا أعرف له وجْهًا؛ لأنه لا يُعْرَف في كلام العرب: فَلَقَ الله الشيء، بمعنى: خَلَق».وانتقد ابنُ عطية مستندًا لدلالة العقل القولَ الثالث، فقال: «والعبرة على هذا القول مخصوصةً في بعض الحَبِّ وبعض النَّوى، وليس لذلك وجْه».

<<  <  ج: ص:  >  >>