وقد رجَّح ابنُ جرير (٩/ ٤٢٢) القولَ الأول مستندًا إلى السياق، فقال: «وذلك أنّ الله -جل ثناؤه- أتْبَع ذلك بإخباره عن إخراجه الحي من الميت، والميت من الحي، فكان معلومًا بذلك أنه إنما عنى بإخباره عن نَفْسِه أنّه فالق الحب عن النبات، والنوى عن الغروس والأشجار، كما هو مُخْرِج الحي من الميت، والميت من الحي». ووافقه ابنُ عطية (٣/ ٤٢٤) مستندًا إلى ظاهر لفظ الآية، فقال: «وهذا هو الظاهر الذي يعطي العبرة التامة». وانتَقَد ابنُ جرير مستندًا إلى مخالفة لغة العرب قول الضحاك، وابن عباس من طريق العوفي، فقال: «وأمّا القول الذي حُكِي عن الضحاك في معنى فالق: أنّه خالق؛ فقولٌ -إن لم يكن أراد به أنّه خالقٌ منه النبات والغروس بِفَلْقِه إياه- لا أعرف له وجْهًا؛ لأنه لا يُعْرَف في كلام العرب: فَلَقَ الله الشيء، بمعنى: خَلَق».وانتقد ابنُ عطية مستندًا لدلالة العقل القولَ الثالث، فقال: «والعبرة على هذا القول مخصوصةً في بعض الحَبِّ وبعض النَّوى، وليس لذلك وجْه».