[٢٣٦٥] اختلف المفسرون في المخاطَب بقوله تعالى: {وما يُشْعِرُكُمْ أنَّها إذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} على قولين: الأول: أنها خطاب للمشركين. وهو قول مجاهد، وعبد الله بن يزيد، وهذا المعنى على قراءة مَن قرأ: «إنّهَآ» بكسر الهمزة. الثاني: أنها خطاب من الله تعالى للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وهذا المعنى على قراءة مَن قرأ: {أنَّها} بفتح الهمزة. وتأوَّل بعض من قرأها بالفتح أنها بمعنى: لعلها. ورجَّح ابنُ جرير (٩/ ٤٨٩) مستندًا إلى القراءات القول بأنّ الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وأن {أنَّها} بمعنى: لعلها؛ وعلَّل ذلك بقوله: «لاستفاضة القراءة في قرأة الأمصار بالياء من قوله: {لا يُؤْمِنُونَ}».وانتقد قول مجاهد، وعبد الله بن يزيد مستندًا إلى شذوذ القراءة بذلك، فقال: «ولو كان قوله: {وما يُشْعِرُكُمْ} خطابًا للمشركين لكانت القراءة في قوله: {لا يُؤْمِنُونَ} بالتاء، وذلك وإن كان قد قرأه بعض قرأة المكيين كذلك فقراءةٌ خارجةٌ عما عليه قرأة الأمصار، وكفى بخلاف جميعهم لها دليلًا على ذهابها وشذوذها». وذكر ابنُ عطية (٣/ ٤٣٩) أنّ مَن «قرأ {يُؤْمِنُون} بالياء -وهي قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، والكسائي- فيحتمل أن يخاطب أولًا وآخرًا المؤمنين، ويحتمل أن يخاطب بقوله تعالى: {وما يُشْعِرُكُمْ} الكفار، ثم يستأنف عنهم للمؤمنين».