للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٠٦٠ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- قال: {وإنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إلى أوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ}، جادلهم المشركون في الذبيحة، فقالوا: أمّا ما قتلتم بأيديكم فتأكلونه، وأمّا ما قتل الله فلا تأكلونه! يعنون: الميتة. فكانت هذه مجادلتهم إيّاهم (١). (ز)

٢٦٠٦١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: عمَد عدوُّ اللهِ إبليسُ إلى أوليائه من أهل الضلالة، فقال لهم: خاصِموا أصحاب محمد في الميتة؛ فقولوا: أمّا ما ذبَحتم وقتَلْتم فتأكُلون، وأما ما قتَل الله فلا تأكُلون، وأنتم زعَمتم أنكم تتَّبِعون أمر الله! (٢). (٦/ ١٨٧)

٢٦٠٦٢ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} إنّ المشركين قالوا للمسلمين: كيف تزعمون أنكم تَتَّبعون مرضاة الله، وما ذبح الله فلا تأكلونه، وما ذبحتم أنتم أكلتموه؟! فقال الله: لئن أطعتموهم فأكلتم الميتة {إنكم لمشركون} (٣). (ز)

٢٦٠٦٣ - عن عبد الله بن كثير المكي -من طريق ابن جُرَيْج- قال: سمعتُ: أنّ الشياطين يوحون إلى أهل الشرك يأمرونهم أن يقولوا: ما الذي يموت وما الذي تذبحون إلا سواء. يأمرونهم أن يُخاصِموا بذلك محمدًا - صلى الله عليه وسلم - (٤). (ز)

٢٦٠٦٤ - عن الحضرمي [بن لاحق التميمى السعدي]-من طريق سليمان التيمي- أنّ ناسًا من المشركين قالوا: أمّا ما قتل الصقرُ والكلب فتأكلونه، وأمّا ما قتل الله فلا تأكلونه! (٥). (ز)

٢٦٠٦٥ - قال مقاتل بن سليمان: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم} من المشركين {ليجادلوكم} في أمر الذبائح (٦) [٢٣٨٥]. (ز)


[٢٣٨٥] اختُلِف في المعنيِّ بقوله: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم} على ثلاثة أقوال: الأول: عنى بذلك: شياطين فارس، ومَن على دينهم من المجوس، {إلى أوليائهم} من مَرَدة مشركي قريش، يوحون إليهم زخرف القول بجدال نبي الله وأصحابه في أكل الميتة. والثاني: إنما عني بالشياطين الذين يُغْرُون بني آدم أنهم أوحوا إلى أوليائهم من قريش. والثالث: كان الذين جادلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك قومًا من اليهود.
ورجَّح الجمعَ ابنُ جرير (٩/ ٥٢٧) للعموم، فقال: «وجائز أن يكون الموحون كانوا شياطين الإنس يوحون إلى أوليائهم منهم، وجائز أن يكونوا شياطين الجن أوحوا إلى أوليائهم من الإنس، وجائز أن يكون الجنسان كلاهما تعاونا على ذلك، كما أخبر الله عنهما في الآية الأخرى التي يقول فيها: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} [الأنعام: ١١٢]». ثم رجَّح أنّه مِن كلا الجنسين مستندًا إلى السياق، فقال: «لأنّ الله أخبر نبيه أنه جعل له أعداء من شياطين الجن والإنس، كما جعل لأنبيائه من قبله يوحي بعضهم إلى بعض المزين من الأقوال الباطلة، ثم أعْلَمه أنّ أولئك الشياطين يوحون إلى أوليائهم من الإنس ليجادلوه ومَن تبعه من المؤمنين فيما حرَّم الله من الميتة عليهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>