للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل الموت». ثُمَّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بئسَ القومَ قومٌ لا يقومون لله بالقِسْط، بئسَ القومَ قومٌ يَقتُلون الذين يأمُرون بالقِسْط» (١). (٦/ ١٩٧)

٢٦١٤٠ - عن الحسن، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} قام رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هل لهذه الآية عَلَمٌ تُعرَفُ به؟ قال: «نعم، الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل أن ينزِل» (٢). (٦/ ١٩٧)

٢٦١٤١ - عن أبي جعفر المدائني -رجلٍ من بني هاشم، وليس هو محمد بن علي-، قال: سُئِل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ المؤمنين أكيَسُ؟ قال: «أكثرُهم ذِكرًا للموت، وأحسَنُهم لما بعدَه استِعدادًا». قال: وسُئِل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}، قالوا: كيف يشرحُ صدرَه، يا رسول الله؟ قال: «نورٌ يُقذَفُ فيه، فينشرِحُ له، وينفَسِحُ له». قالوا: فهل لذلك مِن أمارة يُعرَفُ بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود، والتَّجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت» (٣). (٦/ ١٩٦)

٢٦١٤٢ - عن الفُضَيل، أنّ رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أرأيتَ قول الله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}، فكيف الشرح؟ قال: «إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا قذَف في قلبه النور، فانفسَح لذلك صدرُه». فقال:


(١) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. وانظر تخريج الحديث السابق.
قال ابن كثير ٦/ ١٦٩ بعد أن ذكر طرق هذا الحديث: «فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة، يَشُدُّ بعضُها بعضًا».
(٢) ذكره ابن أبي الدنيا في ذكر الموت ص ٧٨ - ٧٩ (١٤٣) مرسلًا بلا إسناد.
(٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٦٤ (٨٥٢)، وابن أبي شيبة ٧/ ٧٦ (٣٤٣١٤)، والبيهقي في الأسماء والصفات ١/ ٣٩٩ (٣٢٥)، وابن جرير ٩/ ٥٤١ - ٥٤٢، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٨٤ (٧٨٧٢).
قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ٤/ ٢٥٤: «مرسل، له شواهد كثيرة متصلة ومرسلة، يرتقي بها إلى درجة الصحة أو الحسن». وقال الشوكاني في فتح القدير ٢/ ١٨٤: «وهذه الطرق يقوي بعضها بعضًا، والمتصل يقوي المرسل». وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ٢/ ٣٨٦ (٩٦٥): «هذا سند مرسل هالك ... وجملة القول: أنّ هذا الحديث ضعيف، لا يطمئن القلب لثبوته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لشدة الضعف الذي في جميع طرقه، وبعضها أشد ضعفًا من بعض، فليس فيها ما ضعفه يسير يمكن أن ينجبر، خلافًا لما ذهب إليه ابن كثير، وإن قلده في ذلك جماعة مِمَّن ألفوا في التفسير».

<<  <  ج: ص:  >  >>