ورجَّحَ ابن جرير (٩/ ٥٥٩) القولَ الأولَ -وهو قول قتادة- استنادًا إلى دلالة السياق، وقال: «لأنّ الله ذكر قبل هذه الآية ما كان من قول المشركين، فقال -جلَّ ثناؤه-: {وقال أولياؤهم من الإنس ربّنا استمتع بعضنا ببعض}. وأخبر -جلَّ ثناؤه-: أنّ بعضهم أولياء بعض، ثم عقَّب خبره ذلك بخبره عن أنّ ولاية بعضهم بعضًا بتوليته إياهم، فقال: وكما جعلنا بعض هؤلاء المشركين من الجن والإنس أولياء بعض يستمتع بعضهم ببعض، كذلك نجعل بعضَهم أولياء بعض في كلِّ الأمور، {بما كانوا يكسبون} من معاصي الله ويعملونه». وكذلك علَّقَ ابنُ عطية (٣/ ٤٦٢) قائلًا: «وهذا التأويل يؤيده ما تقدم من ذكر الجن والإنس، واستمتاع بعضهم ببعض».