للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لشركائهم. قال الله: {ساء ما يحكمون} (١). (ز)

٢٦٢٧٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- {وجَعَلُوا لِلَّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الحَرْثِ والأَنْعامِ نَصِيبًا}، قال: كانوا يُجَزِّئون من أموالهم شيئًا، فيقولون: هذا لله، وهذا للأصنام التي يعبدون. فإذا ذهب بعيرٌ مما جعلوا لشركائهم فخالَط ما جعلوا لله ردُّوه، وإن ذهب مِمّا جعلوه لله فخالط شيئًا مِمّا جعلوه لشركائهم تركوه، وإن أصابتهم سَنَةٌ أكلوا ما جعلوا لله، وتركوا ما جعلوا لشركائهم؛ فقال الله: {ساء ما يحكمون} (٢). (ز)

٢٦٢٨٠ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {وجَعَلُوا لِلَّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الحَرْثِ والأَنْعامِ نَصِيبًا} إلى {يحكمون}، قال: كانوا يقسمون من أموالهم قسمًا فيجعلونه لله، ويزرعون زرعًا فيجعلونه لله، ويجعلون لآلهتهم مثل ذلك، فما خرج للآلهة أنفقوه عليها، وما خرج لله تصدَّقوا به، فإذا هلك الذي يصنعون لشركائهم وكثُر الذي لله قالوا: ليس بُدٌّ لآلهتنا من نفقة. وأخذوا الذي لله، فأنفقوه على آلهتهم، وإذا أجدب الذي لله وكثُر الذي لآلهتهم قالوا: لو شاء أزكى الذي له. فلا يَرُدُّون عليه شيئًا مِمّا للآلهة. قال الله: لو كانوا صادقين فيما قسموا لبئس إذًا ما حكموا أن يأخذوا مِنِّي ولا يعطوني. فذلك حين يقول: {ساء ما يحكمون} (٣). (ز)

٢٦٢٨١ - قال مقاتل بن سليمان: {وجعلوا لله} يعني: وصفوا لله {مما ذرأ} يعني: مِمّا خلق {من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا} يعني: النصيب لآلهتهم مثل ذلك، فما أخرج الله من بطون الأنعام وظهورها من الحرث قالوا: هذا لله. فيتصدقون به على المساكين، وما أخرج الله من نصيب الآلهة أنفقوه عليها، فإن زكا نصيب الآلهة ولم يَزْكُ نصيبُ الله تركوه للآلهة، وقالوا: لو شاء اللهُ لأزكى نصيبَه. وإن زكا نصيبُ الله ولم يزكُ نصيبُ الآلهة خدجت أنعامهم وأَجْدَبَتْ أرضهم، وقالوا: ليس لآلهتنا بُدٌّ من نفقة. فأخذوا نصيب الله، فقسموه بين المساكين والآلهة نصفين، فذلك قوله: {فما كان لشركائهم} يعني: لآلهتهم مِمّا خرج من الحرث والأنعام {فلا يصل إلى الله} يعني: إلى المساكين، {وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم} يعني: آلهتهم.


(١) أخرجه ابن جرير ٩/ ٥٧١.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢١٨، وابن جرير ٩/ ٥٧١.
(٣) أخرجه ابن جرير ٩/ ٥٧٢، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>