للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٧٥٢ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق علقمة- قال: مَن سرَّه أن ينظر إلى وصية محمد - صلى الله عليه وسلم - التي عليها خاتمه فليقرأ هؤلاء الآيات: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى قوله: {لعلكم تتقون} (١). (٦/ ٢٥٠)

٢٦٧٥٣ - عن علي بن أبي طالب -من طريق ابن عباس- قال: لَمّا أمَر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يَعْرِضَ نفسَه على قبائل العرب خرَج إلى مِنًى، وأنا معه وأبو بكر، وكان أبو بكر رجلًا نَسّابةً، فوقَف على منازلهم ومضاربِهم بمِنًى، فسلَّم عليهم، فَردُّوا السلام، وكان في القوم مفروق بن عمرو، وهانئ بن قَبِيصة، والمثنى بن حارثة، والنعمان بن شَريك، وكان أقربَ القوم إلى أبي بكر مَفْروق، وكان مفروق قد غلَب عليهم بيانًا ولسانًا، فالتَفَتَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: إلامَ تدعو، يا أخا قريش؟ فتقدَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجلس، وقام أبو بكر يُظِلُّه بثوبه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنِّي رسول الله، وأن تُؤْووني وتَنْصُروني وتَمْنَعُوني حتى أُؤَدِّيَ عن الله الذي أمرني به، فإنّ قريشًا قد تَظاهرت على أمر الله، وكذَّبتْ رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد». قال له: وإلامَ تَدْعو أيضًا، يا أخا قريش؟ فتَلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا} إلى قوله: {تتقون}. فقال له مفروق: وإلامَ تدعو أيضًا، يا أخا قريش؟ فواللهِ، ما هذا من كلام أهل الأرض، ولو كان من كلامهم لعرَفْناه. فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} الآية [النحل: ٩٠]. فقال له مفروق: دعوتَ -واللهِ- يا قرشيُّ إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ولقد أُفِكَ قومٌ كذَّبوك، وظاهَرُوا عليك. وقال هانِئ بن قبيصة: قد سمِعتُ مقالتك، واستحسنتُ قولك، يا أخا قريش، وأَعجَبني ما تكلَّمتَ به. ثم قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن لم تَلْبثُوا إلا يسيرًا حتى يَمنحَكَم الله بلادهم وأموالهم». يعني: أرض فارس، وأنهار كسرى، «ويُفرِشَكم بناتِهم، أتُسَبِّحُون الله وتُقَدِّسُونه؟». فقال له النعمان بن شَريك: اللهم، وإنّ ذلك لك، يا أخا قريش؟! فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا} الآية [الأحزاب: ٤٥ - ٤٦]. ثم نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قابضًا على يد أبي بكر (٢). (٦/ ٢٥٢)


(١) أخرجه الترمذي (٣٠٧٠)، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤١٤، والطبراني (١٠٠٦٠)، والبيهقي في شعب الإيمان (٧٩١٨). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
(٢) أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ص ٢٨٢ - ٢٨٨ (٢١٤)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٤٢٢ - ٤٢٧.
قال البيهقي: «وقد رواه أيضًا محمد بن زكريا الغلابي، وهو متروك ... وروي أيضًا بإسناد آخر مجهول عن أبان بن تغلب». وقال العقيلي في الضعفاء ١/ ٣٧: «ليس لهذا الحديث أصل، ولا يروى من وجه يثبت إلا شيء يروى في مغازي الواقدي وغيره مرسلًا». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٤/ ٣٦٠: «هذا حديث غريب جدًّا». وقال ابن حجر في الفتح ٧/ ٢٢٠: «إسناد حسن». وضعّفه الألباني في الضعيفة ١٣/ ١٠٢٦ - ١٠٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>