للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فذلك صيام الدهر». فأنزل اللهُ تصديقَ ذلك في كتابه: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}؛ اليومُ بعشرة أيام (١). (٦/ ٢٩٧)

٢٦٩١٣ - عن أُمِّ هانئٍ، قالت: دخل عَلَيَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أبشِري! فإنّ الله - عز وجل - قد أنزل لأمتي الخير كُلَّه، وقد أنزل: {إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ}». [هود: ١١٤] فقالت: بأبي أنت وأمي، ما تلك الحسنات؟ قال: «الصلوات الخمس». ثم دخل عَلَيَّ، فقال: «أبشري! فإنّه قد نزل خيرٌ لا شرَّ بعده». قلت: ما هو، بأبي أنت وأمي؟ قال: «أنزل الله -جلَّ ذِكْرُه-: {مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثالِها}. فقلتُ: يا ربِّ، زِدْ أُمَّتي. فأنزل الله -تبارك اسمه-: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} [البقرة: ٢٦١]. فقلت: يا ربِّ، زِدْ أُمَّتِي. فأنزل الله تعالى: {إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ} [الزمر: ١٠]» (٢). (ز)

٢٦٩١٤ - عن سفيان الثوري: لَمّا نزلت: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ربي، زدني». فنزلت: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة} الآية [البقرة: ٢٦١]. قال: «يا ربِّ، زِدْ أمتي». فنزلت: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة} [البقرة: ٢٤٥]. قال: «ربِّ، أمتي». فنزلت: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: ١٠] (٣). (ز)

٢٦٩١٥ - عن عبد الله بن عمر -من طريق عطية العوفي- قال: نزلتْ هذه الآية في الأعراب: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}. والأضعاف للمهاجرين. وفي لفظ: فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن، ما للمهاجرين؟ قال: ما هو أفضلُ من ذلك: {إن


(١) أخرجه أحمد ٣٥/ ٢٢٧ (٢١٣٠١)، والترمذي ٢/ ٢٨٨ (٧٧٢)، وابن ماجه ٢/ ٦٠٦ (١٧٠٨)، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٣١ (٨١٦٦).
قال الترمذي: «حديث حسن». وقال ابن أبي حاتم في علل الحديث ٣/ ٦٢، ٦٣ (٦٩٠): «قال أبي: حديث أبي ذرٍّ أشبه؛ لأنه يروى هذا الكلام عن أبي ذر». وقال ابن عدي ٨/ ١٩٠ (١٩١٥) في ترجمة مخول النهدي: «ومخول هذا كأنه قد يقبل بإسرائيل، وأكثر رواياته عنه، وقد روى عنه أحاديث لا يرويها غيره، وهو في جملة مُتَشَيِّعي أهل الكوفة».
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر والثواب عليه ص ٣٩ (٣٩)، من طريق إسحاق بن إدريس، حدثنا محمد بن عيسى أبو مالك، حدثني محمد بن عبد الله، عن عوف بن محمد، عن أبيه، عن أم هانئ به.
إسناده تالف؛ إن كان إسحاق بن إدريس الذي في إسناده هو الأسواري البصري أبو يعقوب، فقد تركه ابن المديني، وقال أبو زرعة: «واهٍ». وقال البخاري: «تركه الناس». وقال ابن معين: «كذّاب يضع الحديث». ينظر: لسان الميزان ٢/ ٤١.
(٣) أورده الثعلبي ٤/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>