للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على مَن كان قبلكم، أو لقد هلَكتُم. فجعلوا يتسلَّلون رجلًا رجلًا، حتى ترَكُوا بُقْعَتَهم التي كانوا فيها. قال: وذُكِر لنا: أنّ ابن عمر أتى على قومٍ يرفعُون أيديَهم، فقال: ما يتناولُ هؤلاءِ القومُ؟! فواللهِ، لو كانوا على أطولِ جبل في الأرض ما ازدادُوا من الله قُربًا. قال قتادة: وإنّ اللهَ إنما يُتقرَّبُ إليه بطاعته، فما كان من دعائكم اللهَ فلْيَكُن في سكينةٍ، ووقارٍ، وحُسْنِ سَمتٍ، وزيٍّ (١)، وهَدْيٍ، وحُسنِ دَعَةٍ (٢). (٦/ ٤٢٦)

٢٧٩٥٣ - عن عطاء الخراساني -من طريق ابنه عثمان- {إنه لا يحب المعتدين}، قال: لا يُحِبُّ الاعتداء في الدعاء، ولا في غيره (٣) [٢٥٤٥]. (ز)

٢٧٩٥٤ - عن زيد بن أسلم -من طريق ابن أبي الرجال-: كان يُرى أنّ الجهر بالدعاء الاعتداء (٤). (٦/ ٤٢٦)

٢٧٩٥٥ - عن الربيع بن أنس، في الآية، قال: إيّاك أن تسألَ ربَّك أمرًا قد نُهيتَ عنه، أو ما لا ينبغي لك (٥). (٦/ ٤٢٨)

٢٧٩٥٦ - قال مقاتل بن سليمان: ... فادعوه في حاجتكم، ولا تدعوه فيما لا يَحِلُّ لكم على مؤمن أو مؤمنة، تقول: اللَّهُمَّ، اخزه، والعنه، اللَّهُمَّ، أهلكه، أو افعل به كذا وكذا، فذلك عدوان؛ {إنه} الله {لا يحب المعتدين} (٦). (ز)


[٢٥٤٥] رجّح ابنُ تيمية (٣/ ١٦٩) مستندًا إلى النظائر، ودلالة العقل أنّ قوله تعالى: {إنه لا يحب المعتدين} يشمل الدعاء وغيره، كما في قول عطاء، فقد ذكر قولَ مَن جعلها في الدعاء خاصة، ثم قال: «وبعد، فالآية أعمُّ من ذلك كُلِّه، وإن كان الاعتداء في الدعاء مرادًا بها فهو من جملة المراد، والله لا يحب المعتدين في كل شيء، دعاء كان أو غيره، كما قال: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} [البقرة: ١٩٠، المائدة: ٨٧]. وعلى هذا فيكون قد أمَر بدعائه وعبادته، وأخبر أنّه لا يحب أهل العدوان، وهم الذين يدعون معه غيره، فهؤلاء أعظم المعتدين عدوانًا؛ فإنّ أعظم العدوان هو الشرك، وهو داخل ولا بُدَّ في قوله: {إنه لا يحب المعتدين}».
وبمثله قال ابنُ القيم (١/ ٤٠٣ - ٤٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>