للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٩٨٥ - وعبد الله بن عباس: إذا مات الناسُ كلُّهم في النفخة الأولى أُمْطِر عليهم أربعين عامًا، يُسْقى الرجالُ من ماء تحت العرش يُدْعى: ماء الحيوان، فينبتون في قبورهم بذلك المطر كما ينبتون في بطون أمهاتهم، وكما ينبت الزرعُ من الماء، حتى إذا استكملت أجسادهم نُفِخ فيهم الروح، ثم يُلْقى عليهم نومة، فينامون في قبورهم، فإذا نُفِخ في الصور الثانية عاشوا وهم يجدون طعم النوم في رؤوسهم وأعينهم، كما يجد النائمُ إذا استيقظَ من نومه، فعند ذلك يقولون: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}، فيناديهم المنادي: {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} [يس: ٥٢] (١) [٢٥٥٢]. (ز)

٢٧٩٨٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {كذلك نخرج الموتى}، قال: إذا أراد اللهُ أن يُخْرِج الموتى أمْطَر السماءَ حتى تشقَّقَ الأرضُ، ثم يُرسل الأرواح، فيهوِي كلُّ رُوحٍ إلى جسده، فكذلك يُحيي اللهُ الموتى بالمطر كإحيائِه الأرضَ (٢). (٦/ ٤٣١)

٢٧٩٨٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {كذلك نُخرجُ الموتى}، قال: وكذلك تُخرجُون، وكذلك النشورُ، كما يخرُجُ الزرعُ بالماءِ (٣). (٦/ ٤٣١)

٢٧٩٨٨ - قال مقاتل بن سليمان: {كذلك} يعني: هكذا {نخرج} يُخْرِج اللهُ {الموتى} من الأرض بالماء، كما أخرج النبات من الأرض بالماء؛ {لعلكم} يعني: لكي {تذكرون}، فتعتبروا في البعث أنّه كائن. نظيرها في الروم، والملائكة (٤). (ز)


[٢٥٥٢] قال ابنُ عطية (٣/ ٥٨٨): «وقوله -تبارك وتعالى-: {كذلك نخرج الموتى} يحتمل مقصدين: أحدهما: أن يُراد: كهذه القدرة العظيمة في إنزال الماء وإخراج الثمرات به من الأرض المجدبة هي القدرة على إحياء الموتى من الأجداث، وهذه مثال لها، ويحتمل أن يراد: أنّ هكذا يُصْنَع بالأموات من نزول المطر عليهم حتى يحيوا به، فيكون الكلام خبرًا لا مَثَلًا، وهذا التأويل إنما يستند إلى الحديث الذي ذكره الطبري عن أبي هريرة أنّ الناس إذا ماتوا ... ». وذكر هذا الأثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>