للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والرحيم بالمؤمنين خاصة (١) [١٢]. (١/ ٤٠)

٦٩ - عن الحسن البصري -من طريق عوف- قال: {الرحمن} اسم ممنوع (٢). (١/ ٤٠)

٧٠ - عن الحسن البصري -من طريق أبي الأشهب- قال: {الرحيم} اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه، تسمى به تبارك وتعالى (٣). (١/ ٤٠)

٧١ - عن الحسن البصري -من طريق أبي الأشهب- أنّه قال: هذان الاسمان من أسماء الله ممنوعان، لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحلهما: الله، والرحمن (٤). (ز)

٧٢ - عن خالد بن صفوان -من طريق الحكم بن هشام-: في قوله: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قال: هما رقيقان، أحدهما أرق من الآخر (٥). (١/ ٤٢)

٧٣ - عن عطاء الخراساني -من طريق أبي الأَزْهَر نصر بن عمرو اللخمي- قال: كان الرحمن، فلما اختُزِل (٦) الرحمن من اسمه؛ كان الرحمن الرحيم (٧) [١٣]. (١/ ٤١)


[١٢] عَلَّقَ ابنُ جرير (١/ ١٢٨ - ١٢٩) على هذا الأثر بكونه يقتضي فرقًا بين اسم (الرحمن) واسم (الرحيم) في المعنى، مع كون الاسمين داخلين تحت صفة الرحمة.
ورجَّح ابنُ جرير (١/ ١٢٩)، وابنُ عطية (١/ ٦٧ - ٦٨)، وابنُ كثير (١/ ١٩٦) أنّ (الرحمن) أشد مبالغة من (الرحيم)، فالرحمن رحمن الدنيا والآخرة، فرحمته عامة لجميع الخلق، والرحيم رحيم الآخرة، فرحمته خاصة بالمؤمنين.
ووجَّه ابنُ جرير (١/ ١٢٦ - ١٢٨) الأقوالَ الواردة في بيان معنى {الرحمن الرحيم} بأنها صحيحة مع اختلافها في بيان الفرق بين الاسمين، مُبيِّنًا أن الله رحمن الدنيا والآخرة بجميع خلقه، ورحيم الدنيا والآخرة أيضًا، ولكن هذه الرحمة خاصة بالمؤمنين من عباده.
وجمع ابنُ عطية (١/ ٦٧ - ٦٨) بين هذه الأقوال بقوله: «وهذه كلها أقوال تتعاضد».
[١٣] وجَّه ابنُ جرير (١/ ١٢٩ - ١٣٠)، وابنُ كثير (١/ ١٩٩) قولَ عطاء بأنه أراد بيان أن اسمي {الرحمن الرحيم} على اجتماعهما لم يَتَسَمَّ بهما غيرُ الله؛ لأن (الرحمن) على انفراده قد تسمّى به مسيلمة، و (الرحيم) على انفراده قد يوصف به المخلوق، فكرر {الرحيم} بعد {الرحمن}؛ ليعلم الخلق ما انفرد به الله من اجتماعهما له، وما ادَّعاه بعض خلقه من أسمائه سبحانه.
وانتقد ابنُ عطية (١/ ٦٨) قولَ عطاء مستندًا إلى دلالة التاريخ، فقال: «وهذا قول ضعيف؛ لأن {بسم الله الرحمن الرحيم} كان قبل أن ينجم أمر مسيلمة، وأيضًا فتَسَمِّي مسيلمةَ بهذا لم يكن مما تأصَّل وثبت».

<<  <  ج: ص:  >  >>