ورجَّح ابنُ جرير (١/ ١٢٩)، وابنُ عطية (١/ ٦٧ - ٦٨)، وابنُ كثير (١/ ١٩٦) أنّ (الرحمن) أشد مبالغة من (الرحيم)، فالرحمن رحمن الدنيا والآخرة، فرحمته عامة لجميع الخلق، والرحيم رحيم الآخرة، فرحمته خاصة بالمؤمنين. ووجَّه ابنُ جرير (١/ ١٢٦ - ١٢٨) الأقوالَ الواردة في بيان معنى {الرحمن الرحيم} بأنها صحيحة مع اختلافها في بيان الفرق بين الاسمين، مُبيِّنًا أن الله رحمن الدنيا والآخرة بجميع خلقه، ورحيم الدنيا والآخرة أيضًا، ولكن هذه الرحمة خاصة بالمؤمنين من عباده. وجمع ابنُ عطية (١/ ٦٧ - ٦٨) بين هذه الأقوال بقوله: «وهذه كلها أقوال تتعاضد». [١٣] وجَّه ابنُ جرير (١/ ١٢٩ - ١٣٠)، وابنُ كثير (١/ ١٩٩) قولَ عطاء بأنه أراد بيان أن اسمي {الرحمن الرحيم} على اجتماعهما لم يَتَسَمَّ بهما غيرُ الله؛ لأن (الرحمن) على انفراده قد تسمّى به مسيلمة، و (الرحيم) على انفراده قد يوصف به المخلوق، فكرر {الرحيم} بعد {الرحمن}؛ ليعلم الخلق ما انفرد به الله من اجتماعهما له، وما ادَّعاه بعض خلقه من أسمائه سبحانه. وانتقد ابنُ عطية (١/ ٦٨) قولَ عطاء مستندًا إلى دلالة التاريخ، فقال: «وهذا قول ضعيف؛ لأن {بسم الله الرحمن الرحيم} كان قبل أن ينجم أمر مسيلمة، وأيضًا فتَسَمِّي مسيلمةَ بهذا لم يكن مما تأصَّل وثبت».