للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨٣٥٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل}، قال: ذلك يوم أخَذ منهم الميثاق فآمَنوا كَرْهًا (١). (٦/ ٤٨٨)

٢٨٣٥٨ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {ولقد جاءتهم رُسُلُهُم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين}، قال: نَفَذ عِلْمُه فيهم أيُّهم المطيع مِن العاصي، حيثُ خلَقهم في زمان آدم. قال: وتصديقُ ذلك حين قال لنوح: {يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم} [هود: ٤٨]. ففي ذلك قال: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون} [الأنعام: ٢٩]. وفي ذلك: {وما كُنّا معذبين حتىَّ نبعث رسولا} [الإسراء: ١٥] (٢). (٦/ ٤٨٨)

٢٨٣٥٩ - قال مقاتل بن سليمان: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} يقول: {فما كان} كفار مكة {ليؤمنوا} يعني: لِيُصَدِّقوا أنّ العذاب نازِل بهم في الدنيا {بما} كذَّبت به أوائلهم من الأمم الخالية {من قَبْل} كفار مكة حين أنذرتهم رسلهم العذاب. يقول الله: {كذلك يطبع الله} يعني: هكذا يختم الله بالكفر {على قلوب الكافرين} (٣) [٢٥٩٦]. (ز)


[٢٥٩٦] علَّق ابنُ عطية (٤/ ١١) على ما أفاده قولُ مقاتل بن سليمان من أنّ معنى الآية: {فما كانوا} أي: الكفار المتأخرين في الزمان {ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل}: أي بما كذّب به أوائلهم وأسلافهم في الكفر قديمًا، فقال: «فكأنّ الضمير في قوله: {كانُوا} يختص بالآخرين، والضمير في قوله: {كَذَّبُوا} يختص بالقدماء منهم».
هذا، وقد ذكر ابن عطية في تفسير الآية الكريمة احتمالًا آخر لم نقف عليه في الآثار، وهو قوله: «ويحتمل أن يريد: أنّ الرسول جاء لكل فريق منهم، فكذبوه لأول أمره، ثم استبانت حُجَّته، وظهرت الآياتُ الدالَّة على صدقه، مع استمرار دعوته، فلَجُّوا هم في كفرهم، ولم يؤمنوا بما تبين به تكذيبهم من قبل». وعَلَّق (٤/ ١٠) عليه قائلًا: «وكأنّه وصفهم على هذا التأويل باللجاج في الكفر والصرامة عليه، ويؤيد هذا قوله: {كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الكافِرِينَ}. ويحتمل في هذا الوجه أن يكون المعنى: {فما كانوا ليؤمنوا} أي: ما كانوا ليوفقهم الله إلى الإيمان بسبب أنّهم كذبوا قبل فكان تكذيبهم سببًا لأن يمنعوا الإيمان بعد».

<<  <  ج: ص:  >  >>