ووجَّه ابنُ عطية (٤/ ٤٦) القول الأول بقوله: «والمراد الكفرة بموسى عامة». ورجَّح ابنُ جرير (١٠/ ٤٤٢) مستندًا إلى السياق أنّها جهنم، وهو قول الحسن، ومجاهد، وقال مُعلِّلًا: «لأنّ الذي قبل قوله -جلَّ ثناؤه-: {سَأُرِيكُمْ دارَ الفاسِقِينَ} أمرٌ من الله لموسى وقومِه بالعمل بما في التوراة، فأَوْلى الأمور بحكمة الله تعالى أن يختم ذلك بالوعيد على مَن ضيَّعه، وفرَّط في العمل به، وحاد عن سبيله، دون الخبر عما قد انقطع الخبر عنه، أو عمّا لم يَجْرِ له ذِكْرٌ». ووافقه ابنُ كثير (٦/ ٣٩٢). ونقل ابنُ عطية حكاية النقاش عن الكلبي أنّ «{دار الفاسقين}: دور ثمود، وعاد، والأمم الخالية». ثم وجَّهه بقوله: «أي: سَنَقُصُّها عليكم فترونها».