للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنِّي أجد في الألواح أُمَّةً هم المستجيبون والمُسْتَجابُ لهم، فاجعلهم أُمَّتي. قال: تلك أُمَّة أحمد. قال قتادة: فذُكِر لنا: أنّ نبيَّ الله موسى نبذ الألواح، وقال: اللهمَّ، إذًا فاجعلني مِن أُمَّة أحمد ... (١). (٦/ ٥٧٢)

٢٨٩٧٢ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: أخذ موسى الألواحَ، ثم رجع موسى إلى قومه غضبان أسِفًا، فقال: {يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا} إلى قوله: {فكذلك ألقى السامري} [طه: ٨٦ - ٨٧]. فألقى موسى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجره إليه، {قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} [طه: ٩٤] (٢) [٢٦٤٠]. (ز)

٢٨٩٧٣ - عن الربيع بن أنس، في قوله: {وألقى الألواح}، قال: ذُكِر أنّه رُفِع من الألواح خمسة أشياء، وكان لا ينبغي أن يعلمه الناس، {إن الله عنده علم الساعة} إلى آخر الآية [لقمان: ٣٤] (٣). (٦/ ٥٩٤)


[٢٦٤٠] أفادت الآثار اختلافًا في السبب الذي لأجله ألقى موسى - عليه السلام - الألواحَ على قولين: الأول: غضبًا على قومه حين رآهم قد عبدوا العجل. الثاني: أنّه لَمّا رأى فضائل غير أمته من أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - اشتَدَّ عليه، فألقاها. وهو قول قتادة.
ورجَّح ابنُ جرير (١٠/ ٤٥٤) مستندًا إلى القرآن أنّ موسى - عليه السلام - ألقاها غضبًا على قومه لعبادتهم العجل، وعلَّل قائلًا: «لأنّ الله -تعالى ذِكْرُه- بذلك أخبر في كتابه، فقال: {ولَمّا رَجَعَ مُوسى إلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أسِفًا قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أعَجِلْتُمْ أمْرَ رَبِّكُمْ وأَلْقى الأَلْواحَ وأَخَذَ بِرَأْسِ أخِيهِ يَجُرُّهُ إلَيْهِ}».
ووافقه ابنُ كثير (٦/ ٣٩٦) مستندًا إلى دلالة الظاهر، والسياق، وقال: «وهذا قول جمهور العلماء سلفًا وخلفًا».
وانتقد قولَ قتادة مستندًا إلى أنّه أخذه عن بني إسرائيل، فقال: «وروى ابن جرير عن قتادة في هذا قولًا غريبًا، لا يَصِحُّ إسناده إلى حكاية قتادة، وقد ردَّه ابنُ عطية وغيرُ واحد من العلماء، وهو جديرٌ بالرد، وكأنّه تلقاه قتادة عن بعض أهل الكتاب، وفيهم كذّابون ووضّاعون وأفّاكون وزنادقة».
ووافقهما ابنُ عطية (٤/ ٥٢)، ولم يذكر مستندًا، وانتقد قول قتادة، فقال: «وهذا قولٌ رديءٌ لا ينبغي أن يوصف موسى - عليه السلام - به».

<<  <  ج: ص:  >  >>