للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أردتُ بني إسرائيل. فلمّا بلغ باب المدينة أخذ مَلَكٌ بذَنَب الأتان، فأمسكها، فجعل يُحَرِّكها فلا تتحرك، فلمّا أكثر ضربها تَكَلَّمَتْ، فقالت: أنت تنكحني بالليل وتركبني بالنهار! ويلي منك، ولو أنِّي أطقتُ الخروجَ لَخَرَجْتُ، ولكن هذا الملك يحبسني. وفي بلعم يقول الله: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا} الآية (١). (ز)

٢٩٥٢٩ - عن المعتمِر، قال: سُئِل سليمان التيميِّ عن هذه الآية: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها}. فحَدَّث عن سَيّار أنّه كان رجلًا يقال له: بَلعام. وكان قد أُوتِي النبوة، وكان مُجابَ الدعوة، ثم إنّ موسى أقبَل في بني إسرئيل يريدُ الأرض التي فيها بَلعام، فرُعِب الناسُ منه رُعبًا شديدًا، فأتَوا بَلعامَ، فقالوا: ادعُ الله على هذا الرجل. قال: حتى أُوامِرَ ربي. فوامَرَ في الدعاء عليهم، فقيل له: لا تَدْعُ عليهم؛ فإن فيهم عبادي، وفيهم نبيُّهم. فقال لقومه: قد وامرْتُ في الدعاء عليهم، وإني قد نُهِيت. قال: فأهدَوا إليه هديةً فقَبِلها، ثم راجَعوه، فقالوا: ادعُ الله عليهم. فقال: حتى أُوامِرَ. فوامَرَ فلم يُحَرْ (٢) إليه شيء، فقال: قد وامَرْتُ فلم يُحَرْ إلَيَّ شيءٌ. فقالوا: لو كَرِه ربُّك أن تَدْعُوَ عليهم لنَهاك كما نَهاك المرة الأولى. فأخَذَ يَدْعو عليهم، فإذا دَعا جَرى على لسانه الدعاء على قومه، فإذا أرْسَلَ أن يُفْتَحَ على قومه جرى على لسانه أن يُفْتَحَ على موسى وجيشه، فقالوا: ما نَراك إلا تَدْعو علينا! قال: ما يَجْرِي على لساني إلا هكذا، ولو دَعوتُ عليهم ما استُجيب لي، ولكن سأدُلُّكم على أمرٍ عسى أن يكونَ فيه هلاكُهم؛ إنّ الله يُبْغِضُ الزِّنا، وإن هم وقَعوا بالزِّنا هلَكوا، فأخرِجوا النساءَ، فإنّهم قومٌ مسافرون، فعسى أن يَزْنُوا فيَهْلِكوا. فأخْرَجوا النساء لِيَسْتَقْبِلْنَهُم، فوَقَعوا في الزِّنا، فسَلَّط الله عليهم الطاعون، فمات منهم سبعون ألفًا (٣). (٦/ ٦٧٩)

٢٩٥٣٠ - قال مقاتل بن سليمان: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا} ... يعني: بَلْعامُ بن باعورا بن ماث ابن حراز بن آزر، مِن أهل عمّان وهي البلقاء التي كان فيها الجبّارون بالشام، فإنما سُمِّيَت: البلقاء؛ مِن أجل أنّ مَلِكَها رجلٌ اسمه: بالق، وذلك أنّ الملك -واسمه بانوس ابن ستشروث- قال لبَلْعام: ادعُ على موسى. فقال بَلْعام: إنّه مِن أهل دين لا ينبغي أن يُدْعى عليه. فأمر الملِك أن تُنحَتَ خشبةً لِيَصْلِبَه عليها، فلمّا رأى ذلك خرج على أتًانٍ له ليدعو على موسى - عليه السلام -، فلما عاين عسكره


(١) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٥٨١.
(٢) لم يُحِرْ: أي لم يرجع ولم يرد. لسان العرب (حور).
(٣) أخرجه ابن جرير ١٠/ ٥٧٦ - ٥٧٨ مطولًا. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>