للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩٥٣٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {ولو شئنا لرفعناه بها}، قال: لو شِئْنا لرفعناه بإيتائِه الهدى، فلم يكن للشيطان عليه سبيل، ولكن الله يبتلي مَن يشاء من عباده (١). (٦/ ٦٧٨)

٢٩٥٣٦ - قال مقاتل بن سليمان: {ولو شئنا لرفعناه} في الآخرة {بها} بما علَّمناه من آياتنا، يعني: الاسم الأعظم في الدنيا (٢). (ز)

٢٩٥٣٧ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ولو شئنا لرفعناه بها}، قال: بتلك الآيات (٣) [٢٦٨٥]. (ز)


[٢٦٨٥] اختُلِف في تفسير قوله: {ولو شئنا لرفعناه بها}؛ فقال بعضهم: معناه: لرفعناه بعلمه بها. وقال آخرون: معناه: لرفعنا عنه الحال التي صار إليها من الكفر بالله بآياتنا. ورجَّح ابن جرير (١٠/ ٥٨٣) العموم، فقال: «وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب أن يُقال: إنّ الله عم الخبر بقوله: {ولو شئنا لرفعناه بها} أنّه لو شاء رفعه بآياته التي آتاه إياها. والرفع يعم معانيَ كثيرة: منها الرفع في المنزلة عنده، ومنها الرفع في شرف الدنيا ومكارمها، ومنها الرفع في الذكر الجميل والثناء الرفيع. وجائز أن يكون الله عنى كل ذلك أنه لو شاء لرفعه، فأعطاه كل ذلك بتوفيقه للعمل بآياته التي كان آتاها إياه. وإذ كان ذلك جائزًا فالصواب من القول فيه أن لا يخص منه شيء؛ إذ كان لا دلالة على خصوصه من خبر ولا عقل».
وذكر ابنُ عطية (٤/ ٩٠) قولًا آخر مفادهُ: أن رفعناه بمعنى: أخذناه. وذكر أنه كما تقول: «رفع الظالم إذا هلك» وأن الضمير في {بها} عائد على المعصية في الانسلاخ. وكذا نقل عن ابن أبي نجيح أنه قال بأن رفعناه معناه: لتوفيناه قبل أن يقع في المعصية ورفعناه عنها. وعلَّق عليه بقوله: «والضمير على هذا عائدٌ على الآيات».
ورجَّح ابنُ القيم (١/ ٤٢٨) مستندًا إلى ظاهر الآية أنّ القول الأول هو مراد الآية، وأنّ الثاني حقٌّ، وهو من لوازم المراد.

<<  <  ج: ص:  >  >>