عبد الحارث. فأبَيا أن يُطِيعاه، فخرَج ميتًا، ثم حمَلت، فأتاهما أيضًا، فقال مثلَ ذلك، فأبَيا أن يُطِيعاه، فخرَج مَيِّتًا، ثم حمَلت، فأتاهما، فذكَر لهما، فأدْرَكَهما حُبُّ الولد، فسَمَّياه: عبد الحارث، فذلك قوله:{جعلا له شركاء فيما آتاهما}(١)[٢٧٠٨]. (٦/ ٧٠٢)
٢٩٧٤١ - عن عبد الله بن عباس، في قوله:{جعلا له شركاء}، قال: كان شِرْكًا في طاعة، ولم يكن شِرْكًا في عبادة (٢).
(٦/ ٧٠٥)
٢٩٧٤٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: ما أشرَك آدم؛ إنّ أولَها شُكْر، وآخِرَها مَثَلٌ ضَرَبه لِمَن بعدَه (٣). (٦/ ٧٠٥)
٢٩٧٤٣ - عن سعيد بن جبير -من طريق ابن جريج- قال: لَمّا أهبَط الله آدمَ وحواءَ ألقى في نفسِه الشهوةَ لامرأتِه، فتَحرَّك ذلك منه، فأصابَها، فليس إلّا أن أصابَها حمَلتْ، فليس إلّا أن حمَلت تَحَرَّك ولدُها في بطنها، فقالت: ما هذا؟ فجاءها إبليس، فقال لها: إنّكِ قد حمَلْتِ، فتَلِدِين. قالت: ما ألِدُ؟ قال: هل تَرَيْن إلا ناقةً
[٢٧٠٨] علَّقَ ابنُ كثير (٦/ ٤٨٤) على أثر ابن عباس هذا -وأثرين آخرين له بنفس المعنى- بقوله: «وقد تُلُقِّي هذا الأثرُ عن ابن عباس من أصحابه: كمجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة. ومن الطبقة الثانية: قتادة، والسدي، وغير واحد من السلف، وجماعة من الخلف، ومن المفسرين من المتأخرين جماعاتٌ لا يُحْصَوْن كثرة، وكأنّه -والله أعلم- أصلُه مأخوذٌ من أهل الكتاب؛ فإنّ ابن عباس رواه عن أبي بن كعب، ... وهذه الآثار يظهر عليها -والله أعلم- أنّها من آثار أهل الكتاب، وقد صحَّ الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: «إذا حدَّثكم أهل الكتاب فلا تُصَدِّقوهم، ولا تُكَذِّبوهم». ثم أخبارهم على ثلاثة أقسام: فمنها ما علمنا صِحَّته بما دلَّ عليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله، ومنها ما علمنا كذبه بما دلَّ على خلافه من الكتاب والسنة أيضًا، ومنها ما هو مسكوت عنه؛ فهو المأذون في روايته بقوله - عليه السلام -: «حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج». وهو الذي لا يُصَدَّق ولا يُكَذَّب؛ لقوله: «فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم». وهذا الأثر هو من القسم الثاني أو الثالث -فيه نظر-، فأمّا مَن حَدَّث به مِن صحابي أو تابعي فإنّه يراه من القسم الثالث».