ثم وجَّه ذلك بأن القائلين بها نَحَوْا بذلك منحى العرب في الاكتفاء بذكر حرف واحد من الكلمة إذا كان فيه دلالة على ما حُذِف منها، وأن ذلك مستفيضٌ ظاهرٌ في كلام العرب، ثم استشهد على صحة ذلك عند العرب بأبيات من الشعر، وبيَّن أن الأمر في الحروف المقطعة على هذا القول كذلك، في كون كل حرف منها دالًّا على كلمة تامة. وانتقد ابنُ كثير (١/ ٢٥٣) هذا بقوله: «وما أنشدوه من الشواهد على صحة إطلاق الحرف الواحد على بقية الكلمة، فإنّ في السياق ما يدل على ما حُذف بخلاف هذا». ورجَّح ابنُ عطية (١/ ١٠١) أنّ الصواب في هذه الحروف تَلَمُّسُ تفسيرِها، وأن ذلك قول الجمهور، معلِّلًا ذلك بصنيع العرب الذي أشار إليه ابن جرير.