للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم لا يقصرون} عنهم، ولا يرحمونهم (١). (ز)

٢٩٨٨٢ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {وإخوانهم يمدونهم في الغي}، قال: إخوانُ الشيطان من المشركين يَمُدُّهم الشيطانُ في الغَيِّ (٢). (ز)

٢٩٨٨٣ - عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أبي مودود- في قوله: {وإخوانهم يمدونهم في الغي}، يقول: هم مِن الجِنِّ (٣). (ز)

٢٩٨٨٤ - عن عبد الله بن كثير المكي -من طريق ابن جُرَيج-: وإخوانهم من الجن يُمِدُّون إخوانهم من الإنس، ثم لا يقصرون، ثم يقول: لا يقصر الإنسان. قال: والمَدُّ: الزيادة، يعني: أهل الشرك، يقول: لا يقصر أهل الشرك، كما يقصر الذين اتقوا؛ لأنهم لا يحجزهم الإيمان. =

٢٩٨٨٥ - قال ابن جريج، قال مجاهد: {وإخْوانُهُمْ} من الشياطين {يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ} استجهالًا يَمُدُّون أهل الشرك. =

٢٩٨٨٦ - قال ابن جُرَيْج: {ولَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الجِنِّ والإنْسِ} [الأعراف: ١٧٩]، قال: فهؤلاء الإنس. يقول الله: {وإخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ} (٤). (ز)

٢٩٨٨٧ - قال محمد بن السائب الكلبي: لكُلِّ كافرٍ أخٌ من الشياطين (٥). (ز)

٢٩٨٨٨ - قال مقاتل بن سليمان: ذكر الكافر، فقال: {وإخْوانُهُمْ} يعني: وأصحابهم، يعني: إخوان كفار مكة هم الشياطين في التقديم {يَمُدُّونَهُمْ} يعني: يلجونهم {فِي الغَيِّ} يعني: الشرك والضلالة والمعاصي، {ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ} عنها، ولا يبصرونها، كَما قصر المتقون عنها حين أبصروها (٦) [٢٧٢٣]. (ز)


[٢٧٢٣] قال ابنُ عطية (٤/ ١٢١ - ١٢٢) مُبَيّنًا الاحتمالات الواردة في الآية: «في هذه الضمائر احتمالات: قال الزجاج: هذه الآية متصلة في المعنى بقوله: {ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون}. قال القاضي أبو محمد: في هذا نظر. وقال الجمهور: إنّ الآية مُقَرَّرَةٌ في موضعها، إلا أنّ الضمير في قوله: {وإخوانهم} عائد على الشياطين، والضمير في قوله: {يمدونهم} عائد على الكفار، وهم المراد بالإخوان، والشيطان في الآية قبل هذه للجنس، فلذلك عاد عليهم هاهنا ضمير جمع. فالتقدير على هذا التأويل: وإخوان للشياطين يمدونهم الشياطين في الغي. وقال قتادة: إنّ الضميرين في الهاء والميم للكفار. قال القاضي أبو محمد: فتجيء الآية على هذه مُعادِلة للتي قبلها، أي: إنّ المتقين حالهم كذا وكذا، وهؤلاء الكفار يمدهم إخوانهم من الشياطين ثم لا يقصرون. وقوله: {في الغي} يحتمل أن يتعلق بقوله: {يمدونهم}، وعليه يترتب التأويل الذي ذكرنا أولًا عن الجمهور. ويحتمل أن يتعلق بالإخوان؛ فعلى هذا يحتمل أن يعود الضميران جميعًا على الكفار كما ذكرناه عن قتادة. ويحتمل أن يعودا جميعًا على الشياطين، ويكون المعنى: وإخوان الشياطين في الغي -بخلاف الأخوة في الله- يمدون الشياطين، أي: بطاعتهم لهم، وقبولهم منهم. ولا يترتب هذا التأويل على أن يتعلق {في الغي} بالإمداد؛ لأن الإنس لا يغوون الشياطين. والمراد بهذه الآية: وصف حالة الكفار مع الشياطين كما وصف حالة المتقين معهم قبل ... وقوله: {ثم لا يقصرون} عائد على الجميع، أي: هؤلاء لا يقصرون في الطاعة للشياطين والكفر بالله - عز وجل -».
ورجَّحَ ابنُ جرير (١٠/ ٦٥٠ - ٦٥١) قولَ الجمهور مستندًا إلى السياق، فقال: «يقول -تعالى ذِكْرُه-: وإخوان الشياطين تمدهم الشياطين في الغي، يعني بقوله: {يمدونهم}: يزيدونهم، ثم لا ينقُصون عما نقَص عنه الذين اتقوا إذا مسَّهم طائفٌ من الشيطان. وإنّما هذا خبرٌ من الله عن فريقَي الإيمان والكفر بأنّ فريقَ الإيمان وأهلَ تقوى الله إذا استزلهم الشيطان تذكروا عظمةَ الله وعقابه، فكفَّتهم رهبتُه عن معاصيه، وردّتهم إلى التوبة والإنابة إلى الله مِمّا كان منهم زلَّةً، وأنّ فريق الكافرين يزيدهم الشيطان غيًّا إلى غيِّهم إذا ركبوا معصية من معاصي الله، ولا يحجزُهم تقوى الله، ولا خوف المعاد إليه عن التمادي فيها والزيادة منها، فهو أبدًا في زيادة من ركوب الإثم، والشيطان يزيده أبدًا، لا يُقصِر الإنسيُّ عن شيء من ركوب الفواحش، ولا الشيطان من مدِّه منه». ثم قال (١٠/ ٦٥٣): «وإنّما اخترنا ما اخترنا من القول في ذلك على ما بيَّنّاه لأنّ الله وصفَ في الآية قبلها أهلَ الإيمان به، وارتداعَهم عن معصيته وما يكرهه إلى محبته عند تذكرهم عظمته، ثم أتبع ذلك الخبرَ عن إخوان الشياطين وركوبهم معاصيه، وكان الأَوْلى وصفَهم بتماديهم فيها؛ إذ كان عَقِيب الخبر عن تقصير المؤمنين عنها».

<<  <  ج: ص:  >  >>