للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معكم} الآية والتي بعدها (١). (٧/ ٤٦)

٣٠٣٢٧ - قال مقاتل بن سليمان: {إذْ يُوحِي رَبُّكَ} ولَمّا صَفَّ القوم أوحى الله - عز وجل - {إلى المَلائِكَةِ أنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا} فبشروا {الَّذِينَ آمَنُوا} بالنصر، فكان الملَك في صورة بشر في الصف الأول، فيقول: أبشروا، فإنكم كثير وعددهم قليل؛ فالله ناصركم. فيرى الناس أنه منهم (٢). (ز)

٣٠٣٢٨ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {فثبتوا الذين آمنوا}، أي: فآزِروا الذين آمنوا (٣) [٢٧٥٦]. (ز)


[٢٧٥٦] قال ابن عطية (٤/ ١٤٩ - ١٥٠ بتصرف): «قوله: {فثبتوا} يحتمل أن يكون بالقتال معهم على ما روي، ويحتمل بالحضور في حَيِّزهم والتأنيس لهم بذلك، ويحتمل أن يريد: فَثَبِّتوهم بأقوال مُؤْنِسَة مُقَوِّيَة للقلب، وروي في ذلك أن بعض الملائكة كان في صورة الآدميين، فكان أحدهم يقول للذي يليه من المؤمنين: لقد بلغني أن الكفار قالوا: لئن حمل المسلمون علينا لننكشفن. ويقول آخر: ما أرى الغلبة والظفر إلا لنا. ويقول آخر: أقدِمْ يا فلان. ونحو هذا من الأقوال المثبتة ... ، ويحتمل أيضًا أن يكون التثبيت الذي أمر به ما يلقيه الملك في قلب الإنسان بلمته مِن تَوَهُّم الظَّفَر واحتقار الكفار، ويجري عليه من خواطر تشجيعه، ويقوِّي هذا التأويل مطابقة قوله تعالى: {سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب}، وإن كان إلقاء الرعب يطابق التثبيت على أي صورة كان التثبيت، ولكنه أشبه بهذا؛ إذ هي من جنس واحد ... ، وعلى هذا التأويل يجيء قوله: {سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب} مخاطبة للملائكة، ثم يجيء قوله تعالى: {فاضربوا فوق الأعناق} لفظه لفظ الأمر، ومعناه الخبر عن صورة الحال، كما تقول -إذا وصفت حربًا لمن تخاطبه-: لقينا القوم وهزمناهم، فاضرب بسيفك حيث شئت، واقتل، وخذ أسيرك. أي: هذه كانت صفة الحال ... ، ويحتمل أن يكون {سألقي} إلى آخر الآية خبرًا يخاطب به المؤمنين عما يفعله في الكفار في المستقبل كما فعله في الماضي، ثم أمرهم بضرب الرقاب والبنان تشجيعًا لهم وحضًّا على نصرة الدين».
وبنحوه قال ابنُ جرير (١١/ ٦٩)، وابنُ كثير (٧/ ٣٢).
وقال ابنُ القيم (١/ ٤٣٨): «قيل في تفسيرها: قَوُّوا قلوبهم، وبَشِّروهم بالنصر. وقيل: احضروا معهم القتال. والقولان حقّ؛ فإنهم حضروا معهم القتال، وثبتوا قلوبهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>