للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إياي (١). (٧/ ١٤٦)

٣١٠٩٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال: جاء إبليس في جُند مِن الشياطين، ومعه راية في صورة رجال مِن بني مُدْلِج، والشيطان في صورة سُراقَة بن مالك بن جُعْشُم، فقال الشيطان: {لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم}. وأَقْبَل جبريل على إبليس، وكانت يَدُه في يدِ رجُلٍ مِن المشركين، فلما رأى جبريل انتَزَعَ إبليسُ يدَه، ووَلّى مُدبِرًا هو وشِيعَتُه، فقال الرجل: يا سُراقة، إنك جارٌ لنا. فقال: {إني أرى ما لا ترون}. وذلك حينَ رأى الملائكة، {إني أخاف الله والله شديد العقاب}. قال: ولما دَنا القوم بعضُهم مِن بعض قَلَّل اللهُ المسلمينَ في أعْيُنِ المشركين، وقلَّل الله المشركين في أعْيُنِ المسلمين، فقال المشركون: وما هؤلاء؟ {غر هؤلاء دينهم}! وإنما قالوا ذلك مِن قِلَّتِهم في أعْيُنِهم، وظنّوا أنهم سيَهزِمونَهم، لا يَشُكُّون في ذلك، فقال الله: {ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم} (٢). (٧/ ١٤٤)

٣١٠٩٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- {وإذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أعْمالَهُمْ} الآية، قال: لَمّا كان يوم بدر سار إبليس برايته وجنوده مع المشركين، وألقى في قلوب المشركين أن أحدًا لن يغلبكم، وإني جار لكم. فلما التقوا ونظر الشيطان إلى أمداد الملائكة نكص على عقبيه، قال: رجع مُدْبرًا. وقال: {إنِّي أرى ما لا تَرَوْنَ} [الأنفال: ٤٨] الآيةَ (٣). (ز)

٣١٠٩٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق شعبة مولى ابن عباس- قال: لما تَواقفَ الناسُ أُغمِي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساعةً، ثم كُشِف عنه، فبشَّر الناسَ بجبريل - عليه السلام - في جُند مِن الملائكة مَيْمنَةَ الناس، وميكائيل في جند آخر مَيْسَرة، وإسرافيل في جند آخر بألف، وإبليس قد تَصَوَّرَ في صُورة سُراقة بن جُعْشُم المُدلجِيِّ يَذْمُرُ (٤) المشركين،


(١) أخرجه الطبراني في الكبير ٥/ ٤٧ (٤٥٥٠)، وأبو نعيم في دلائل النبوة ص ٦٠٤ - ٦٠٥ (٥٤٩).
قال الهيثمي في المجمع ٦/ ٧٧ (٩٩٥٦): «فيه عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف».
(٢) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٣/ ٧٨ - ٧٩ بنحوه، وابن جرير ١١/ ٢٢١، وابن أبي حاتم ٥/ ١٧١٥ (٩١٥٧)، ٥/ ١٧١٦ (٩١٦٢)، ٥/ ١٧١٧ (٩١٦٨)، كلهم من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس إلى قوله: {والله شديد العقاب}. وأما قوله: ولما دنا القوم ... فأخرجه ابن جرير ١١/ ٢٢٨ من قول ابن جُرَيْج.
(٣) أخرجه ابن جرير ١١/ ٢٢٣.
(٤) أي: يَحُضُّهم ويشَّجِّعهم. اللسان (ذمر).

<<  <  ج: ص:  >  >>