للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يَدانِ (١) له بالملائكة، وقال: {إني أخاف الله}، وكذَب عدوُّ الله، ما به مخافةُ الله، ولكن عَلِم أنّه لا قوَّةَ له به ولا مَنَعَةَ له وتلك عادة عدو الله لمن أطاعه وانقاد له، حتى إذا التقى الحق والباطل أسْلَمَهم شرَّ مُسْلَمٍ، وتَبَرَّأ منهم عند ذلك (٢) [٢٨٣٩]. (٧/ ١٤٧)

٣١١١٢ - قال عطاء: إني أخاف الله أن يهلكني فيمن يُهلِك (٣). (ز)

٣١١١٣ - قال محمد بن السائب الكلبي: خاف أن يأخذه جبريل، ويُعَرِّفَهم حالَه فلا يطيعوه (٤). (ز)

٣١١١٤ - قال محمد بن السائب الكلبي: وكان صادقًا في قوله: {إني أرى ما لا ترون}، وأما قوله: {إني أخاف الله} فكذب (٥) [٢٨٤٠]. (ز)

٣١١١٥ - قال مقاتل بن سليمان: {فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ} فئة المشركين {نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ}، يقول: استأخر وراءَه، وعلم أنه لا طاقة له بالملائكة، فأخذ الحارث بن هشام بيده، فقال: يا سراقة، على هذا الحال تخذلنا؟! وقال إبليس: {إنِّي بَرِيءٌ مِنكُمْ إنِّي أرى ما لا تَرَوْنَ}. فقال الحارث: والله ما نرى إلا خفافيش يثرب. فقال إبليس: {إنِّي أخافُ اللَّهَ واللَّهُ شَدِيدُ العِقابِ}. وكذب عدو الله؛ ما كان به


[٢٨٣٩] علَّق ابن كثير (٧/ ١٠٢) على قول قتادة بقوله: «قلت: يعني بعادته لمن أطاعه قوله تعالى: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله} [الحشر: ١٦]، وقوله تعالى: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} [إبراهيم: ٢٢]».
[٢٨٤٠] ذكر ابنُ عطية (٤/ ٢١٣) هذا القول الذي قاله قتادة والكلبي، ثم نقل قولًا للزجاج وغيره بأن المعنى: بل خاف مِمّا رأى من الأمر وهوله، وأنه يومه الذي أنظر إليه. ثم علَّق عليه بقوله: «ويقوّي هذا أنه رأى خَرْقَ العادة، ونزول الملائكة للحرب».

<<  <  ج: ص:  >  >>