للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لمن لَم ينقض، وهم بنو ضَمْرَة (١). (ز)

٣١٧٦٤ - قال مقاتل بن سليمان: ثم استثنى خزاعة، وبني مدلج، وبني خزيمة (٢)، الذين أجَّلهم أربعة أشهر، فقال: {إلّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحَرامِ} بالحديبية، فلهم العهد، {فَما اسْتَقامُوا لَكُمْ} بالوفاء إلى مدتهم، يعني: تمام هذه أربعة الأشهر من يوم النحر، {فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} بالوفاء، {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ} (٣). (ز)

٣١٧٦٥ - عن مقاتل بن حيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قد عاهَده أناسٌ من المشركين، وعاهَد أيضًا أناسًا مِن بني ضَمْرةَ بن بكر وكِنانة خاصَّةً، عاهَدهم عند المسجد الحرام، وجعَل مُدَّتَهم أربعةَ أشهر، وهم الذين ذكَر الله: {إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام}، {فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم}. يقول: ما وفَّوا لكم بالعهد فوَفُّوا لهم ... (٤). (٧/ ٢٤٨)

٣١٧٦٦ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: {إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام}، وهي قبائل بني بكر الذين كانوا دخلوا في عهد قريش، وعقدتم يوم الحديبية، إلى المدة التي كانت بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش، فلم يكن نقضها إلا هذا الحيُّ من قريش، وبنو الدُّئِل من بكر، فأُمِر بإتمام العهد لمن لم يكن نَقَضَ عهده من بني بكر إلى مدته، {فما استقاموا لكم} الآية (٥). (ز)

٣١٧٦٧ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام}، قال: هؤلاء قريش (٦) [٢٨٩٤]. (٧/ ٢٤٨)


[٢٨٩٤] أفادت الآثارُ اختلافَ المفسرين في المعنيين بقوله: {إلا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحَرامِ} على أقوال: الأول: أنهم جَذِيمَة بكر كنانة. الثاني: أنهم قريش. الثالث: أنهم قوم من خزاعة.
ورجَّح ابنُ جرير (١١/ ٣٥٣) مستندًا إلى دلالة التاريخ القول الأول، وهو قول السدي، ومحمد بن عباد بن جعفر، وابن إسحاق، وانتقد القولين الآخرين، فقال: «وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي قولُ مَن قال: هم بعض بني بكر من كنانة، ... وإنما قلتُ: هذا القول أولى الأقوال في ذلك بالصواب لأنّ الله تعالى أمر نبيَّه والمؤمنين بإتمام العهد لمن كانوا عاهدوه عند المسجد الحرام، ما استقاموا على عهدهم. وقد بيَّنّا أن هذه الآيات إنما نادى بها عليٌّ? في سنة تسع من الهجرة، وذلك بعد فتح مكة بسنة، فلم يكن بمكة من قريش ولا خزاعة كافرٌ يومئذٍ بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدٌ فيؤمر بالوفاء له بعهده ما استقام على عهده؛ لأنّ مَن كان منهم من ساكني مكة كان قد نقض العهد، وحورب قبل نزول هذه الآيات».
وانتقد ابنُ عطية (٤/ ٢٦٤) مستندًا إلى دلالة التاريخ القول الثالث بقوله: «وهو مردود بإسلام خزاعة عام الفتح». وانتقد قولَ ابن زيد في القول بأنهم قريش، وأنّ هذه الآية نزلت فلم يستقيموا ... الخ، مستندًا إلى دلالة التاريخ قائلًا: «وهو ضعيف مُتناقِض؛ لأنّ قريشًا وقت الأذان بالأربعة الأشهر لم يكن منهم إلا مسلم، وذلك بعد فتح مكة بسنة، وكذلك خزاعة».

<<  <  ج: ص:  >  >>