للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٠١٠ - عن أنس بن مالك، قال: لَمّا اجتمع يوم حُنين أهلُ مكة وأهلُ المدينة أعْجَبَتْهُم كَثْرَتُهم، فقال القوم: اليومَ -واللهِ- نُقاتِل. فَلَمّا التَقوا واشْتَدَّ القتالُ ولَّوْا مُدْبِرين، فنَدَب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الأنصارَ، فقال: «يا معشر المسلمين، إلَيَّ، عبادَ الله، أنا رسولُ الله». فقالوا: إليك -واللهِ- جِئْنا. فنَكَّسُوا رُؤُوسَهم، ثم قاتَلوا حتى فَتَح الله عليهم (١). (٧/ ٢٩٩)

٣٢٠١١ - عن عبد الله بن عمر، قال: رَأَيتُنا يومَ حُنين وإنّ الفِئَتَيْن لَمُوَلِّيتان، وما مع رسول الله مائة رجل (٢). (٧/ ٢٩٩)

٣٢٠١٢ - عن البراء بن عازب أنّه قيل له: هل كنتم ولَّيْتم يومَ حُنَيْن؟ قال: واللهِ، ما ولّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكنْ خَرَج شُبّانُ أصحابِه وأخِفّاؤُهم حُسَّرًا ليس عليهم سلاحٌ، فلَقَوْا جمعًا رُماةَ هوازن وبني نَصْر، ما يكاد يسقط لهم سَهْمٌ، فرَشَقُوهم رَشْقًا ما كادوا يُخْطِئون، فأقبلوا هنالك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على بغلته البيضاء، وابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقُود به، فنزل، ودعا، واسْتَنصَر، ثم قال: «أنا النبيُّ لا كذِب، أنا ابنُ عبد المطلب» [٢٩١٠]. ثم صفَّ أصحابَه (٣). (٧/ ٣٠٠)

٣٢٠١٣ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قوله: {ثم وليتم مدبرين}، يعني: مُنهَزِمين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبلغ فلالُ المسلمين مكة، فلم يجعلِ اللهُ لهم النار، وهذا بعد قتال أحد (٤). (ز)


[٢٩١٠] علَّقَ ابنُ كثير (٧/ ١٦٩ - ١٧٠) على أثر البراء هذا بقوله: «قلتُ: وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة، أنّه في مِثل هذا اليوم في حَوْمَة الوغى، وقد انكشف عنه جيشُه، وهو مع ذلك على بغلةٍ وليست سريعة الجري، ولا تصلح لكَرٍّ ولا لِفَرٍّ ولا لهرب، وهو مع هذا أيضًا يركضها إلى وجوههم، ويُنَوِّه باسمه لِيَعْرِفُه مَن لم يعرفه -صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين-، وما هذا كله إلا ثقة بالله، وتوكُّلٌ عليه، وعِلْمٌ منه بأنّه سينصره، ويُتِمُّ ما أرسله به، ويُظْهِر دينه على سائر الأديان».

<<  <  ج: ص:  >  >>