للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٣٨٦ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سليمان الأحول- قال: لَمّا نزَلت: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما}، وقد كان تخلَّفَ عنه ناسٌ في البدوِ يُفَقِّهون قومَهم، فقال المنافقون: قد بقِيَ ناسٌ في البوادي. وقالوا: هلَك أصحابُ البوادي. فنزَلت: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} [التوبة: ١٢٢] (١). (٧/ ٣٦١)

٣٢٣٨٧ - عن عكرمة مولى ابن عباس =

٣٢٣٨٨ - والحسن البصري -من طريق يزيد- قالا: قال: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما}، وقال: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه} إلى قوله: {ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون} [التوبة: ١٢٠]، فنَسَخَتْها الآيةُ التي تَلَتْها: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} إلى قوله: {لعلهم يحذرون} [التوبة: ١٢٢] (٢) [٢٩٥٢]. (ز)

٣٢٣٨٩ - عن زيد بن أسلم -من طريق القاسم بن عبد الله- أنّه قال: وقال في براءة: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا}. وقال: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا} [التوبة: ١٢٠] الآيةَ


[٢٩٥٢] انتَقَدَ ابنُ جرير (١١/ ٤٦٢ - ٤٦٣ بتصرّف) قول عكرمة، والحسن؛ لعدم الدليل الدالّ على النسخ، فقال: «لا خبرَ بالذي قال عكرمة والحسن مِن نسخ حُكْم هذه الآية التي ذكَرا يجب التسليم له، ولا حجةَ باتٌّ بصحة ذلك، وقد رأى ثبوتَ الحكم بذلك عددٌ من الصحابة والتابعين، وجائزٌ أن يكون قولُه: {إلا تنفروا يعذبكم عذابًا أليمًا} لخاصٍّ مِن الناس، ويكون المراد به مَن استنفرَه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ينفِر، على ما ذكرنا من الرواية عن ابن عباس. وإذا كان ذلك كذلك كان قوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} نهيًا مِن الله المؤمنين عن إخلاء بلاد الإسلام بغير مؤمنٍ مقيم فيها، وإعلامًا مِنه لهم أنّ الواجب النَّفرُ على بعضهم دون بعض، وذلك على مَن استُنفِرَ منهم دون مَن لم يُسْتَنفَر. وإذا كان ذلك كذلك لم يكن في إحدى الآيتين نسْخٌ للأخرى، وكان حُكْم كل واحدة منهما ماضيًا فيما عُنِيَتْ به».
وعلَّقَ ابنُ كثير (٧/ ٢٠٥) على قول ابن جرير بقوله: «هذا له اتِّجاهٌ».

<<  <  ج: ص:  >  >>