وقال ابنُ تيمية: «والآية تتناول هذا كله وغيره». ونقل ابن عطية عن ابن الكلبي وغيره قوله: «هم شياطين الجن». ثم انتقده قائلًا: «وهذا في هذا الموضع بعيد». وكذا ابن تيمية مستندًا لدلالة العقل قائلًا: «ولفظها -أي: الآية- يدل على أنّ المراد: شياطين الإنس؛ لأنه قال: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم}. ومعلوم أن شيطان الجن معهم لما لقوا الذين آمنوا لا يحتاج أن يخلوا به، وشيطان الجن هو الذي أمرهم بالنفاق ولم يكن ظاهرًا حتى يخلو معهم، ويقول: إنا معكم، لا سيما إذا كانوا يظنون أنهم على حق. كما قال تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون}، ولو علموا أن الذي يأمرهم بذلك شيطان لم يرضوه».