للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فسألاه الصدقة، فقال: أرياني كتابكما. فنظر فيه، فقال: ما هذا إلا جِزْيَةٌ، انطلِقا حتى تفرُغا، ثم مُرّا بي. قال: فانطلقا، وسمع بهما السُّلَمِيُّ فاستقبلهما بخيارِ إبله، فقالا: إنّما عليك دون هذا. فقال: ما كنت أتقرَّب إلى الله إلّا بخير مالي. فقَبِلا، فلمّا فَرَغا مرّا بثعلبة، فقال: أرِياني كتابَكما. فنظر فيه، فقال: ما هذا إلا جزيةٌ، انطلِقا حتى أرى رأيي. فانطلقا حتى قدما المدينة، فلمّا رآهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قال قبْل أن يُكلمهما: «ويْح ثعلبة بن حاطبٍ». ودعا للسُّلَمِيِّ بالبركة، وأنزل اللهُ: {ومنهم من عاهد الله لئنْ آتانا من فضله لنصَّدقن} الثلاث آياتٍ. قال: فسمع بعضٌ مِن أقارب ثعلبة، فأتى ثعلبةَ، فقال: ويحك، يا ثعلبةُ، أنزلَ الله فيك كذا وكذا. قال: فقدم ثعلبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، هذه صدقة مالي. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ الله قد منعني أن أقبل منك». قال: فجعل يبكي، ويَحْثِي الترابَ على رأسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا عملُك بنفسك، أمرتك فلَمْ تُطِعْنِي». فلم يقبل منه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى مضى، ثم أتى أبا بكرٍ، فقال: يا أبا بكرٍ، اقبل مِنِّي صدقتي، فقد عرفتَ منزلتي مِن الأنصار. فقال أبو بكر: لم يقبلْها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقبلها! فلم يقبلها أبو بكرٍ، ثم ولي عمرُ بن الخطاب? فأتاه، فقال: يا أبا حفص، يا أمير المؤمنين، اقبلْ مِنِّي صدقتي. وتثقَّل عليه بالمهاجرين والأنصار وأزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمرُ: لم يقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أبو بكرٍ، أقبلها أنا! فأبى أن يقبلها، ثم ولي عثمانُ، فهلك في خلافة عثمان، وفيه نزلتْ: {الذين يلمزون المطَّوعين من المؤمنينَ في الصَّدقات}. قال: وذلك في الصدقة (١). (٧/ ٤٥٤)

٣٣٠٩١ - قال سعيد بن جبير: أتى ثعلبةُ مجلسًا من الأنصار، فأَشْهَدهم: لَئِن آتاني اللهُ من فضله آتيتُ منه كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، وتصدَّقت منه، ووَصَلْتُ الرَّحِم، وأحسنت إلى القرابة. فمات ابنُ عمٍّ له، فوَرَّثه مالًا، فلم يَفِ بما قال؛ فأنزل الله


(١) أخرجه الطبراني في الكبير ٨/ ٢١٨ - ٢١٩ (٧٨٧٣)، والبيهقي في دلائل النبوة ٥/ ٢٨٩ - ٢٩٢، وابن جرير ١١/ ٥٧٨ - ٥٨٠، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٤٧ (١٠٤٠٦)، ٦/ ١٨٤٧ - ١٨٤٩ (١٠٤٠٨). وأورده الثعلبي ٥/ ٧١ - ٧٢.
قال البيهقي: «هذا حديث مشهور فيما بين أهل التفسير، وإنما يروى موصولًا بأسانيد ضعاف». وقال ابن حزم في المحلى ١٢/ ١٣٧: «وهذا باطل بلا شكٍّ». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص ١١٧٩: «أخرجه الطبراني بسند ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٣١ - ٣٢ (١١٠٤٧): «رواه الطبراني، وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو متروك». وقال الألباني في الضعيفة ٤/ ١١١ (١٦٠٧): «ضعيف جدًّا».

<<  <  ج: ص:  >  >>