للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: يا نبيَّ الله، بِتُّ ليلتي أعمل في النخل أجُرُّ بالجرير على صاعين، فصاعٌ أقرضته ربي، وصاعٌ تركته لأهلي، فأحببتُ أن يكون لي نَصِيبٌ في الصدقة. ونَفَرٌ مِن المنافقين جُلُوس، فمَن جاء بشيءٍ كثير قالوا: مُراءٍ. ومَن جاء بقليل قالوا: كان هذا أفقرَ إلى ماله. وقالوا لعبد الرحمن وعاصم: ما أنفقتم إلا رياءً وسمعة. وقالوا لأبي عقيل: لقد كان الله ورسولُه غَنِيَّيْنِ عن صاع أبي عقيل. فسَخِروا وضَحِكُوا منهم؛ فأنزل الله - عز وجل -: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المطوعين من المؤمنين في الصدقات} (١). (ز)

٣٣١٣٩ - عن محمد بن إسحاق، قال: كان الذي تَصَدَّق بجُهْدِه أبو عَقِيلٍ، واسمُه سَهْلُ بن رافِعٍ، أتى بصاعٍ مِن تمر فأفْرَغَها في الصَّدَقة، فتَضاحَكوا به، وقالوا: إنّ الله لَغَنِيٌّ عن صدقة أبي عَقيلٍ (٢). (٧/ ٤٦٦)

٣٣١٤٠ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات} الآية: وكان مِن المطوعين مِن المؤمنين في الصدقات عبد الرحمن بن عوف، تصدَّق بأربعة آلاف دينار، وعاصم بن عدي أخو بني عجلان، وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَغَّب في الصدقة وحَضَّ عليها، فقام عبد الرحمن بن عوف فتَصَدَّق بأربعة آلاف درهم، وقام عاصم بن عدي فتَصَدَّق بمائة وسقٍ مِن تمر، فلَمَزُوهما، وقالوا: ما هذا إلا رِياءٌ. وكان الذي تصدق بجهده أبو عَقِيل، أخو بني أُنَيْفٍ الإراشِيُّ حليف بني عمرو بن عوف، أتى بصاع من تمر، فأفرغه في الصدقة، فتضاحكوا به، وقالوا: إنّ الله لَغَنِيٌّ عن صاع أبي عَقيل (٣). (ز)

٣٣١٤١ - عن ابن وهب، قال: سمعتُ الليث [بن سعد] يُحَدِّثُ: أنّ عبد الرحمن بن عوف أتى بصدقة عظيمة، وأتى رجلٌ مِن الأنصار بشيء يسير مِن الصدقة، فقال بعض المنافقون لعبد الرحمن: هذا منه رياء. وقالوا للآخر: وأيُّ شيء هذا؟! يسخرون بهما؛ فأُنزِلَ في عبد الرحمن: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ}. [وأَنزَلَ] الله في الآخر: {والَّذِينَ لا يَجِدُونَ إلّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنهُمْ ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ} (٤). (ز)

٣٣١٤٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: أمَرَ


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١٨٥ - ١٨٦.
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٣) أخرجه ابن جرير ١١/ ٥٩٢.
(٤) أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/ ١٦٨ - ١٦٩ (٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>