للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣٢٥٠ - قال الضحاك بن مزاحم: هم رهطُ عامر بن الطفيل جاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تبوك دِفاعًا عن أنفسهم، فقالوا: يا نبيَّ الله، إن نحن غزونا معك تُغِيرُ أعرابُ طَيءٍ على حلائِلنا وأولادنا ومواشينا. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قد أنبأني الله مِن أخباركم، وسَيُغْنِيني اللهُ عنكم» (١). (ز)

٣٣٢٥١ - عن الحسن البصري -من طريق يونس- أنّه كان يقرأُ:>{وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ}، قال: اعتَذَروا بشيءٍ ليس بحَقٍّ (٢).

(٧/ ٤٨١)

٣٣٢٥٢ - كان قتادة بن دعامة -من طريق الحسين- يقرأ: (وجَآءَ المُعَذَّرُونَ مِنَ الأَعْرابِ). قال: اعتذروا بالكذب (٣). (ز)

٣٣٢٥٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق الحكم- قال: مَن قرَأها: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ} خفيفةً قال: بنو مُقَرِّنٍ. ومَن قرَأها: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ} قال: الذين لهم عذرٌ (٤). (٧/ ٤٨٠)

٣٣٢٥٤ - قال مقاتل بن سليمان: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ} إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - {لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} القعود، وهم خمسون رجلًا، منهم أبو الخواص الأعرابي (٥) [٣٠٢٤].


[٣٠٢٤] اختلف في صفة هؤلاء القوم الذين وصفهم الله بأنهم جاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معذرين. فقال قوم: هم المعتذرون بحق اعتذروا به فعُذروا، وهو قول من قرأ بالتخفيف. وقال آخرون: هم المقصرون المعتذرون بالكذب، وهو قول من قرأ بالتشديد.
ورجَّح ابنُ جرير (١١/ ٦٢٢) القولَ الثاني الذي قاله قتادة، والحسن، ومجاهد من طريق ابن جُرَيج، استنادًا لِما رجَّحه من قراءة التشديد، والدلالة العقلية، فقال: «الذي عليه من القراءة قراءُ الأمصار التشديد في الذال، ... ففي ذلك دليلٌ على صِحَّة تأويل مَن تَأَوَّله بمعنى: الاعتذار؛ لأنّ القوم الذين وُصِفوا بذلك لم يكلفوا أمرًا عذروا فيه، وإنما كانوا فرقتين إمّا مجتهد طائع وإمّا منافق فاسق لأمر الله مخالف، فليس في الفريقين موصوف بالتعذير في الشخوص مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو معذر مبالغ، أو معتذر». وذكر قولًا آخر، فقال: «وقد كان بعضهم يقول: إنّما جاءوا معذرين غير جادين، يعرضون ما لا يريدون فعله». وعلَّق عليه بقوله: «فمن وجهه إلى هذا التأويل فلا كلفة في ذلك، غير أنِّي لا أعلم أحدًا مِن أهل العلم بتأويل القرآن وجَّه تأويله إلى ذلك، فأستحب القول به».
ورجَّح ابنُ كثير (٧/ ٢٦٣) مستندًا إلى السياق القول الأول، فقال: «وهذا القول هو الأظهر في معنى الآية؛ لأنه قال بعد هذا: {وقعد الذين كذبوا الله ورسوله} أي: لم يأتوا فيعتذروا».
وعلق عليه ابنُ عطية (٤/ ٣٨٣) بقوله: «وقوله: {مِنهُمْ} يريد: أنّ المعذرين كانوا مؤمنين، ويرجحه بعض الترجيح. فتأمَّله».

<<  <  ج: ص:  >  >>