للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اذهبوا فقَعُوا في ذلك النهر. فإذا نهر مُعتَرِضٌ يجري كأنّ ماءه المَحْض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وهذاك منزلُك. فسما بصرى صُعُدًا، فإذا قصر مثل الرَّبابة البيضاء، قالا لى: هذا منزلك. قلت لهما: بارك الله فيكما، ذَراني فأدخله. قالا: أمّا الآن فلا، وأنت داخله. قلت لهما: فإني رأيت منذ الليلة عجبًا، فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أمّا الرجل الأول الذي أتيتُ عليه يُثلَغُ رأسُه بالحجر فإنّه الرجل يأخذ القرآنَ فيَرفُضُه، وينام عن الصلاة المكتوبة، يُفعَلُ به إلى يوم القيامة، وأَمّا الرجلُ الذي أتيتُ عليه يُشَرشَرُ شِدقُه إلى قفاه، ومَنخِرُه إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنّه الرجل يَغدو من بيته فيَكذِب الكذبة تبلغ الآفاق، فيُصنَعُ به إلى يوم القيامة، وأَمّا الرجال والنساء العُراة الذين في مثل التَّنُّور فإنّهم الزُّناة والزواني، وأَمّا الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويُلقَمُ الحجارة فإنّه آكل الربا، وأَمّا الرجل الكريه المرآة الذي عنده النار يَحُشُّها فإنّه مالِكٌ خازن النار، وأَمّا الرجل الطويل الذي في الرَّوضة فإنّه إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، وأَمّا الوِلدان الذين حوله فكلُّ مولودٍ مات على الفِطْرة، وأَمّا القوم الذين كانوا شَطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنّهم قوم خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيِّئًا تجاوز الله عنهم، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل» (١). (٧/ ٥١٣)

٣٣٤٤٩ - عن أبي سعيد الخدري، قال: قلنا: يا رسول الله، حدِّثنا ما رأيتَ ليلةَ أُسْرِي بِك؟ قال: «رأيتُ أُمَّتي ضَرْبَيْن؛ ضرب عليهم ثياب أشدُّ بَياضًا مِن القِرطاس، وضرب عليهم ثياب رُمْدٌ (٢). فقلتُ: يا جبريل، مَن هؤلاء؟ قال: أمّا أصحاب الثياب الرُّمْد فإنّهم خلطوا عملًا صالِحًا وآخر سيِّئًا» (٣). (ز)

٣٣٤٥٠ - عن ابن شَوْذَب، قال: قال الأحنف بن قيس: عَرَضت نفسي على القرآن، فلم أجدني بآية أشبه مِنِّي بهذه الآية: {وءاخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملًا صالحًا وءاخر سيئًا} (٤). (٧/ ٥١٢)


(١) أخرجه البخاري ٢/ ١٠٠ (١٣٨٦)، ٤/ ١٤٠ (٣٣٥٤)، ٦/ ٦٩ (٤٦٧٤)، ٩/ ٤٤ (٧٠٤٧)، وأخرجه مسلم ٤/ ١٧٨١ (٢٢٧٥) مقتصرًا على السؤال عن الرؤيا.
(٢) رُمْدٌ: أي غُبْر فيها كُدورة كلون الرَّماد. النهاية (رمد).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٧٤ (١٠٣٠١).
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه أبو هارون العبدي، واسمه: عمارة بن جُوَين، قال ابن حجر في التقريب (٤٨٤٠): «متروك، ومنهم من كذبه».
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>