للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٣٠ - عن مجاهد -من طريق الحكم - قال: الرَّعْد: مَلَك يَزْجُر السحاب بصوته (١) [٧٧]. (٨/ ٤٠٣)

٧٣١ - عن مجاهد، قال: الرعدُ مَلَكٌ يُنشِئُ السحاب، ودويُّه صوتُه (٢). (٨/ ٤٠٢)

٧٣٢ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله: {ويسبحُ الرعدُ بحمدهِ}، قال: هو مَلَكٌ يُسمّى: الرعد، وذلك الصوتُ تسبيحه (٣). (٨/ ٤٠٢)

٧٣٣ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عتاب بن زياد- قال: إنّ الرعد مَلَك من الملائكة، قد وُكِّل بالسحاب يسوقها كما يَسوق الراعي الإبل (٤). (٨/ ٤٠٢)


[٧٧] وجَّه ابنُ جرير (١/ ٣٦١ - ٣٦٢) قول ابن عباس ومجاهد بقوله: «فإن كان الرعدُ ما ذكره ابن عباس ومجاهد، فمعنى الآية: أو كَصَيِّب من السماء فيه ظلمات وصوت رعد؛ لأنّ الرعد إن كان مَلَكًا يسوق السحاب فغير كائن في الصَّيِّب؛ لأنّ الصَّيِّب إنما هو ما تَحَدَّر من صَوْب السحاب، والرَّعْد إنّما هو في جو السماء يسوق السحاب، على أنه لو كان فيه ثَمَّ لم يكن له صوت مسموع، لم يكن هنالك رعب يُرْعَب به أحد، لأنه قد قيل: إن مع كل قطرة من قطر المَطَر مَلَكًا، فلا يعدو المَلَك الذي اسمه الرعد، لو كان مع الصَّيِّب، إذا لم يكن مسموعًا صوته؛ أن يكون كبعض تلك الملائكة التي تنزل مع القطر إلى الأرض، في أن لا رعب على أحد بكونه فيه، فقد علم -إذ كان الأمر على ما وصفنا من قول ابن عباس- أنّ معنى الآية: أو كَمَثَل غيث تَحَدَّر من السماء فيه ظلمات وصوت رعد، إن كان الرعد هو ما قاله ابن عباس، وأنه استغنى بدلالة ذكر الرعد باسمه، على المراد في الكلام من ذكر صوته».ووجَّه (١/ ٣٦٢) قول أبي الجَلْد بقوله: «وإن كان الرَّعد ما قاله أبو الجَلْد فلا شيء في قوله: {فيه ظلمات ورعد} متروك؛ لأن معنى الكلام حينئذ: فيه ظلمات ورعد الذي هو ما وصفنا صفته».
وقال ابنُ عطية (١/ ١٣٩): «وقيل: الرعد: اسم الصوت المسموع. قاله علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -، وهذا المعلوم في لغة العرب ... وأكثر العلماء على أن الرعد مَلَك، وذلك صوته يُسَبِّح ويزجر السحاب ... وقيل: الرعد اصطكاك أجرام السحاب ... ». وانتقد هذا كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>