للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤٣٨٤ - عن أبي قِلابة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «قيل لي: لِتَنَمْ عينُك، ولِيَعْقِلْ قلبُك، ولِتَسْمَعْ أذنُك. فنامَتْ عيني، وعقل قلبي، وسَمِعَتْ أذُني. ثم قيل: سَيِّدٌ بَنى دارًا، ثُمَّ صَنَعَ مَأْدُبَةً، ثُمَّ أرسل داعِيًا، فمَن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل مِن المأدُبة، ورضي عنه السيد، ومَن لم يُجِبِ الداعيَ لم يدخل الدارَ، ولم يأكل مِن المَأْدُبَة، ولم يرضَ عنه السَّيِّدُ، فاللهُ السَّيِّد، والدار الإسلام، والمأدُبة الجنة، والداعي محمد - صلى الله عليه وسلم -» (١). (ز)

٣٤٣٨٥ - عن ابن مسعود، قال: استَقْبَلني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فانطلَقْنا حتى أتينا موضِعًا لا نَدْري ما هو، فوضَع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رأسَه في حِجْري، ثم إنّ هَنِينًا (٢) أتَوا، عليهم ثيابٌ بِيضٌ طوالٌ وقد أغْفى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال عبد الله: فأُرْعِبْتُ منهم. فقالوا: لقد أُعطِيَ هذا العبدُ خيرًا، إنّ عينَه نائمةٌ والقلبُ يقظانُ. ثم قال بعضُهم لبعضٍ: هَلُمَّ، فلْنَضْرِبْ له مثلًا. قال بعضُهم لبعضٍ: اضْرِبوا له ونتَأوَّلُ نحن، أو نضرِبُ نحن وتتأوَّلون أنتم. فقال بعضُهم: مثَلُه كمثَلِ سَيِّدٍ اتَّخَذ مَأدُبةً، ثم ابْتَنى بُنْيانًا حَصينًا، ثم أرْسَل إلى الناس، فمَن لم يأتِ طعامَه عذَّبه عذابًا شديدًا. قال الآخرون: أمّا السيِّدُ فهو ربُّ العالمين، وأما البُنيانُ فهو الإسلام، والطعام الجنةُ، وهذا الداعِي، فمَن اتَّبعه كان في الجنةِ، ومن لم يتَّبِعْه عُذِّب عذابًا أليمًا. ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استيقَظ فقال: «ما رأيتَ، يا ابنَ أمِّ عبد؟». فقلت: رأيتُ كذا وكذا. فقال: «أفَخَفِيَ عَلَيَّ مِمّا قالوا شيءٌ؟!». وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هم نَفَرٌ من الملائكة» (٣). (٧/ ٦٥٠)

٣٤٣٨٦ - عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ سَيِّدًا بنى دارًا، واتَّخذ مَأْدُبَةً، وبعَث داعيًا، فمَن أجاب الداعيَ دخَل الدارَ، وأكَل مِن المأْدبةِ، ورَضِي عنه السيد، ألا وإنّ السَّيِّدَ الله، والدارَ الإسلام، والمأْدُبةَ الجنةُ، والداعيَ محمد - صلى الله عليه وسلم -» (٤). (٧/ ٦٥١)


(١) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٧٤ (١١٥٤)، وابن جرير ١٢/ ١٥٤.
قال ابن كثير في تفسيره ٤/ ٢٦١: «وهذا حديث مرسل».
(٢) هنين: جمع هن، كأنه أراد الكناية عن أشخاصهم. النهاية (هنن).
(٣) أخرجه أحمد ٦/ ٣٣٢ - ٣٣٤ (٣٧٨٨) بنحوه مطولًا.
قال الهيثمي في المجمع ٨/ ٢٦١ (١٣٩٥٩): «ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حبان وغيره في الصحابة».
(٤) أخرجه أبو نعيم في كتاب صفة الجنة ١/ ٣٢ (٢)، من طريق عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب الإستراباذي، ثنا أبو نعيم بن عدي، ثنا أحمد بن محمد بن [أبي] الخناجر، ثنا موسى بن داود، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس به.
إسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>