للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤٧٩٨ - عن أبي مالك غَزْوان الغفاري -من طريق إسماعيل السدي- {واجعلوا بيوتكم قبلة}، قال: كانت بنو إسرائيل تخافُ فرعون، فأُمِروا أن يجعلوا بيوتهم مساجدَ يُصَلُّون فيها (١). (ز)

٣٤٧٩٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا} الآية، قال: ذلك حين منعهم فرعونُ الصلاة، وأُمِروا أن يجعلوا مساجدَهم في بيوتهم، وأن يُوجِّهوها نحو القبلة (٢). (٧/ ٦٩٤)

٣٤٨٠٠ - قال زيد بن أسلم -من طريق ابنه عبد الرحمن- في قوله: {واجعلوا بيوتكم قبلة}، قال: اجعلوا في بيوتكم مساجِدكم تُصَلُّون فيها؛ تلك القِبْلَة (٣). (ز)

٣٤٨٠١ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {واجعلوا بيوتكم قبلة}، يقول: مساجد (٤). (ز)

٣٤٨٠٢ - عن أبي سِنان، في قوله: {واجعلوا بيوتكم قِبلة}، قال: قِبَلَ الكعبة. وذُكر: أنّ آدم - عليه السلام - فمَن بعدَه كانوا يُصَلُّون قِبَل الكعبة (٥). (٧/ ٦٩٥)

٣٤٨٠٣ - قال مقاتل بن سليمان: {وأَوْحَيْنا إلى مُوسى وأَخِيهِ أنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما} بني إسرائيل {بِمِصْرَ بُيُوتًا} يعني: مساجد، {واجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} يقول: اجعلوا مساجدكم قِبَل المسجد الحرام (٦) [٣١٤٨]. (ز)


[٣١٤٨] اختُلِف في تأويل قوله تعالى: {واجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} على ثلاثة أقوال: أولها: واجعلوا بيوتكم مساجد تصلون فيها. وثانيها: واجعلوا مساجدكم قِبَلَ الكعبة. وثالثها: واجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضًا.
ورجَّحَ ابنُ جرير (١٢/ ٢٦٠)، وكذا ابنُ عطية (٤/ ٥١٧) القولَ الأولَ -وهو قول ابن عباس من طريق عكرمة، والضحاك، وأبي مالك، ومجاهد، والربيع، وزيد بن أسلم، وإبراهيم النخعيّ-، استنادًا إلى الأغلب من الاستعمالِ في كلامِ العرب، والدلالة العقلية، فقال ابنُ جرير: «ذلك أن الأغلب من معاني البيوت -وإن كانت المساجد بيوتًا-: البيوت المسكونة، إذا ذكرت باسمها المطلق دون المساجد؛ لأنّ المساجد لها اسم هي به معروفة خاصٌّ لها، وذلك: المساجد. فأمّا البيوت المطلقة بغير وصلها بشيء، ولا إضافتها إلى شيء: فالبيوت المسكونة. وكذلك القِبْلة، الأغلب من استعمال الناس إيّاها في قِبَلِ المساجد وللصلوات. فإذا كان ذلك كذلك، وكان غير جائز توجيه معاني كلام الله إلا إلى الأغلب من وجوهها المستعمل بين أهل اللسان الذي نزل به، دون الخفيّ المجهول، ما لم تأت دلالة تدل على غير ذلك، ولم يكن على قوله: {واجعلوا بيوتكم قبلة} دلالةٌ تقطع العذرَ بأن معناه غير الظاهر المستعمل في كلام العرب؛ لم يَجُزْ لنا توجيهه إلى غير الظاهر الذي وصفنا. وكذلك القول في قوله: {قِبْلة}».

<<  <  ج: ص:  >  >>