للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نفر منهم، لَمّا هاجروا قدِموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أرْمَلُوا (١) من الزّاد، فأرسلوا رجلًا منهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله، فلما انتهى إلى باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعه يقرأ هذه الآية: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين}. فقال الرجل: ما الأشعرِيُّون بأهونِ الدوابِّ على الله. فرجَع ولم يدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لأصحابه: أبشِروا، أتاكم الغَوْث. ولا يظنُّون إلا أنّه أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فوعده، فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قَصْعَةً بينهما، مملؤة خبزًا ولحمًا، فأكلوا منها ما شاءوا، ثم قال بعضهم لبعض: لو أنّا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِيَقْضِي به حاجتَه. فقالوا للرجلين: اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنّا قد قضينا حاجتنا. ثم إنهم أتَوْا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا طعامًا أكثر ولا أطيب مِن طعام أرسلت به. قال: «ما أرسلت إليكم طعامًا!». فأخبروه أنهم أرسلوا صاحبهم، فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره ما صنع وما قال لهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ذلك شيء رَزَقَكُمُوه اللهُ» (٢). (٨/ ١٥)

٣٥١٣٠ - عن أبي الخير البصري، قال: أوحى الله تعالى إلى داود - عليه السلام -: تزعُمُ أنك تُحِبُّني، وتُسِيء بيَ الظنَّ صباحًا ومساءً، أما كانت لك عبرة أن شققت سبع أرضين فأرَيتُك ذَرَّة في فيها بُرَّة لم أنسَها (٣). (٨/ ١٤)

٣٥١٣١ - عن عامر بن عبد قيس -من طريق جسر- قال: ما أبالي ما فاتني من الدنيا بعد آيات في كتاب الله؛ قوله: {وما مِن دابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلّا عَلى اللَّهِ رِزْقُها ويَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ}، وقوله: {ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنّاسِ مِن رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ} [فاطر: ٢]، وقوله: {وإنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إلّا هُوَ وإنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام: ١٧] (٤). (ز)


(١) أرملوا: نفد زادهم، وأصله من الرَّمْل، كأنهم لصقوا بالرمل، كما قيل للفقير: التَّرِبُ. النهاية (رمل).
(٢) أورده الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ٣/ ٣٥.
(٣) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الرضا عن الله -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ١/ ٤٥١ - ٤٥٢ (٨٨) -.

<<  <  ج: ص:  >  >>