للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأن يَطْلِيه بالقارِ مِن داخله وخارجه، وأن يجعل طوله ثمانين ذراعًا، وأن يجعله ثلاثة أطباق؛ سفلًا ووسطًا وعلوًا، وأن يجعل فيه كِوًى (١). ففعل نوحٌ كما أمره الله، حتى إذا فرغ منه، وقد عهد الله إليه: إذا جاء أمرنا وفار التنور فاحمل فيها من كل زوجين اثنين، وأهلك إلا من سبق عليه القول، ومَن آمن، وما آمَن معه إلا قليل. وقد جعل التنور آيةً فيما بينه وبينه، فقال: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} [المؤمنون: ٢٧]، واركب. فلمّا فار التَّنُّورُ حمل نوح في الفلك مَن أمره الله، وكانوا قليلًا كما قال الله، وحمل فيها مِن كل زوجين اثنين مِمّا فيه الروح والشجر، ذكر وأنثى، فحمل فيه بَنِيه الثلاثةَ -سام، وحام، ويافث- ونساءَهم، وسِتَّةَ أُناسٍ مِمَّن كان آمن به، فكانوا عشرة نفر؛ نوح وبنوه وأزواجهم، ثم أدخل ما أمره به من الدواب، وتخلف عنه ابنُه يام، وكان كافرًا (٢). (ز)

٣٥٤٣٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: نهى الله نوحًا - عليه السلام - أن يُراجِعه بعد ذلك في أحَد (٣). (٨/ ٤٠)

٣٥٤٣٦ - قال مقاتل بن سليمان: {ولا تخاطبني} يقول: ولا تُراجِعْنِي {في الذين ظلموا} يعني: الذين أشركوا، وهو ابنُه كنعان بن نوح، فإنّه من الذين ظلموا، {إنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} لقول نوح: {رَبِّ إنَّ ابْنِي مِن أهْلِي وإنَّ وعْدَكَ الحَقُّ وأَنْتَ أحْكَمُ الحاكِمِينَ} [هود: ٤٥] (٤). (ز)

٣٥٤٣٧ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- في قوله: {ولا تخاطبني في الذين ظلموا}، يقول: لا تُراجِعْنِي. تقدَّم إليه ألّا يَشْفَعَ لهم عندَه (٥). (٨/ ٤٠)

٣٥٤٣٨ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: فلَمّا شكا ذلك منهم نوحٌ إلى الله - عز وجل -، واسْتَنصَر عليهم؛ أوحى الله إليه: {أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا} أي: بعد اليوم، {إنهم مغرقون} (٦). (ز)


(١) الكِوى: جمع كوَّةُ: وهي الخَرْق في الحائط، والثَّقْب في البيت ونحوه. لسان العرب (كوي).
(٢) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٣٩٦، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٢٢ مختصرًا.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٢٦. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٢٨١.
(٥) أخرجه ابن جرير ٦/ ٣٩٣. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>