للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أذنابها يَتَغَنّى، فقال له نوح: ويلك، مَن أذِن لك؟ قال: أنت. قال: متى؟ قال: أن قلت للحمار: ادخُل، شيطانُ. فدخلتُ بإذنك (١). (٨/ ٥٨)

٣٥٥٣٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن مهران- قال: أول ما حمل نوحٌ في الفُلْكِ مِن الدواب الدُّرَّةُ، وآخر ما حمل الحمار، فلمّا دخل الحمارُ أدخل صدره، فتعلَّق إبليس بذنبه، فلم تَسْتَقِلَّ (٢) رجلاه، فجعل نوح يقول: ويحك، ادخُل، يا شيطان. فينهض فلا يستطيع، حتى قال نوح: ويحك، ادخل، وإن كان الشيطان معك. كلمةٌ زَلَّت على لسانه، فلمّا قالها نوح خلّى الشيطان سبيله فدخل، ودخل الشيطان معه، فقال له نوح: ما أدْخَلَك، يا عدوَّ الله؟ قال: ألم تقل: ادخل، وإن كان الشيطان معك؟! قال: اخرُج عَنِّي. قال: مالك بُدٌّ مِن أن تحملني. فكان -فيما يزعمون- في ظَهْر الفُلْك (٣). (٨/ ٥٩)

٣٥٥٤٠ - عن عبد الله بن عمر -من طريق سالم- قال: لَمّا ركب نوحٌ في السفينة، وحَمَل فيها مِن كل زوجين اثنين كما أُمِر؛ رأى في السفينة شيخًا لم يعرفه، فقال له: مَن أنت؟ قال: إبليس، دخلت لأصيب قلوب أصحابك، فتكون قلوبهم معي وأبدانهم معك. ثم قال: خَمْسٌ أُهلِكُ بِهِنَّ الناس، وسأُحدِّثُك مِنهُنَّ بثلاثة، ولا أحدِّثُك بالثِّنتين. فأُوحي إلى نوح: لا حاجة لك بالثلاث، مُره يُحدِّثك بالثنتين. قال: الحسد، وبالحسد لُعِنت، وجُعِلت شيطانًا رجيمًا، والحرص، أُبيح آدم الجنة كلَّها، فأصبت حاجتي منه بالحرص (٤). (٨/ ٦٥)

٣٥٥٤١ - عن أنس بن مالك -من طريق أنس بن سيرين-: أنّ نوحًا - عليه السلام - نازعه الشيطان في عود الكَرمِ، فقال هذا: لي. وقال هذا: لي. فاصطَلَحا على أنّ لنوح ثُلُثَها، وللشيطان ثُلُثَيها (٥). (٨/ ٥٣)

٣٥٥٤٢ - عن أبي عبيدة -من طريق ابن أبي خالد- قال: لَمّا أُمِر نوحٌ أن يحمِلَ في السفينة مِن كل زوجين اثنين لم يستطع أن يحمل الأسد حَتّى أُلْقِيَت عليه الحُمّى، فحمَله، فأدخله (٦). (٨/ ٥٧)


(١) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(٢) أي: ترتفع. النهاية (قلل).
(٣) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٣٩٨. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٤) أخرجه ابن عساكر ٦٢/ ٢٥٨ - ٢٥٩. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان.
(٥) أخرجه النسائي (٥٧٤٢).
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٣٠. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>