للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجالها، ونسائها، وثمارها، وطيرها، فحَواها وطَواها، ثُمَّ قَلَعَها مِن تُخُومِ (١) الثَّرى (٢)، ثُمَّ احتمَلها مِن تحت جناحه، ثم رفعها إلى السماء الدنيا، فسمع سكانُ سماء الدنيا أصواتَ الكلاب والطير والرجال والنساء مِن تحت جناح جبريل، ثم أرسلها منكوسة، ثم أتبعها بالحجارة، وكانت الحجارة للرُّعاة والتُّجّار ومَن كان خارِجًا عن مدائنهم (٣). (٨/ ١٠٩)

٣٦٠٧٦ - عن كعب الأحبار -من طريق عبد الله بن رباح- قال: ... لَمّا رأت الرسلُ ما قد لَقِيَ لوطٌ في سببهم قالوا: {يا لوط إنا رُسُلُ ربك} إنا ملائكة، {لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} إلى قوله: {أليس الصبح بقريب}. فخرج عليهم جبريل - عليه السلام -، فضرب وجوهَهم بجناحه ضربةً، فطمس أعينهم، والطمس: ذهاب الأعين، ثم احتمل جبريل وجه أرضهم حتى سمع أهل سماء الدنيا نُباح كلابهم وأصوات ديوكهم، ثم قلبها عليهم، قال: {وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل}. قال: على أهل بواديهم، وعلى رعائهم، وعلى مسافرهم، فلم يبق منهم أحد (٤).

(٨/ ٩٠)

٣٦٠٧٧ - عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر- قال: فمَضَتِ الرُّسُلُ مِن عند إبراهيم إلى لوط، فلمّا أتوا لوطًا -وكان مِن أمرهم ما ذكر الله- قال جبريل للوط: يا لوط، {إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين} [العنكبوت: ٣١]. فقال لهم لوط: أهلِكوهم الساعةَ. فقال له جبريل - عليه السلام -: {إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب}؟ فأنزلت على لوط: {أليس الصبح بقريب}؟ قال: فأمره أن يسري بأهله بقطع من الليل، ولا يلتفت منهم أحد إلا امرأته. قال: فسار، فلمّا كانت الساعة التي أهلكوا فيها أدخل جبريل جناحَه، فرفعها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة، ونُباح الكلاب، فجعل عاليها سافلها، وأمطر عليها حجارة من سجيل. قال: وسمعت امرأةُ لوط الهَدَّةَ (٥)، فقالت: واقوماه. فأدركها حجرٌ، فقتلها (٦). (ز)


(١) التَّخْمُ: مُنتهى كل قرية أو أرض. لسان العرب (تَخَمَ).
(٢) الثَّرى: التُّراب. النهاية (ثرا).
(٣) أخرجه ابن عساكر ٥٠/ ٣١٣. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.
(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٦٤ (١٤٩) -. وعزاه السيوطي إلى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد.
(٥) الهَدَّة: صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل. لسان العرب (هدد).
(٦) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٥١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>