للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

امرأته أن لا تُذِيع شيئًا مِن سِرِّ أضيافه. قال: فلمّا دخل عليه جبريل ومَن معه رَأَتْهم في صورةٍ لم تر مثلَها قطُّ، فانطلقت تسعى إلى قومها، فأتت الناديَ، فقالت بيدها هكذا، وأقبلوا يُهْرَعون مشيًا بين الهرولة والجَمْزِ، فلمّا انتهوا إلى لوط، وقال لهم لوطٌ ما قال الله في كتابه، قال جبريل: {يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك}. قال: فقال بيده، فطَمَس أعينهم، فجعلوا يطلبونهم، يَلْمَسون الحيطان، وهم لا يُبْصِرون (١). (ز)

٣٦٠٨٢ - قال مقاتل بن سليمان: {قالُوا يا لُوطُ} قال جبريل للوط: {إنّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إلَيْكَ} بسوءٍ. لأنهم قالوا للوط: إنّا نرى معك رجالًا سحروا أبصارنا، فستعلم غدًا ما تلقى أنتَ في أهلك. فقال جبريل - عليه السلام -: {إنّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إلَيْكَ} (٢). (ز)

٣٦٠٨٣ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: لَمّا قال لوطٌ لقومه: {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} والرسل تسمع ما يقول، وما يُقال له، ويرون ما هو فيه مِن كَرْبِ ذلك، فلمّا رأوا ما بلغه؛ {قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} أي: بشيء تكرهه (٣). (ز)

٣٦٠٨٤ - قال سفيان الثوري: لما جاء الرسل إلى لوط تبعهم أهل قريته، وكان لهم جمال، فلم يقولوا لهم شيئًا، فلما دخلوا على لوطٍ، ورأوا مَوْجِدَةَ (٤) لوط عليهم، وما قد دخله مِن خَشْيَتِهم؛ قالوا: {إنا رسل ربك لن يصلوا إليك}. فلما دنوا أخذوا التراب، فرموهم به، ففَقَئُوا أعينَهم، فذلك قوله: {فطمسنا أعينهم}، فرجعوا إلى أصحابهم وهم يقولون: سِحْرٌ سحرونا. فقال لوط للرُّسُل: الآنَ الآنَ. يعني: هلاكهم، فقالوا: {إن موعدهم الصبح} -فقال ابن عباس: ثلاثة أحرف في القرآن لا يحفظون (٥)، ألا ترى أنّه قول الله: {أليس الصبح بقريب}، والحرفان الآخران، ثم أتبعهم {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذله}


(١) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٥١٦، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٦٢.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٢٩٢ - ٢٩٣.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٥٢٣، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٦٥ مختصرًا.
(٤) أي: غضب. النهاية (وجد).
(٥) كذا في المطبوع، وظاهرٌ ما في الأثر من سقط أو تصحيف. ومراد ابن عباس هنا الموصول لفظًا المفصول معنى. ينظر: الإتقان ١/ ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>