للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٢٢ - وعبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- في قوله: {يضل به كثيرا} يعني: المنافقين، {ويهدي به كثيرا} يعني: المؤمنين، فيزيد هؤلاء ضلالًا إلى ضلالهم؛ لتكذيبهم بما قد عَلِمُوه حقًّا يقينًا من المثل الذي ضربه الله لِما ضربه له، وأنه لِما ضربه له موافق، فذلك إضلال الله إياهم به. و {يهدي به} -يعني: بالمثل- كثيرًا من أهل الإيمان والتصديق، فيزيدهم هدًى إلى هداهم، وإيمانًا إلى إيمانهم؛ لتصديقهم بما قد علموه حقًّا يقينًا أنه موافقٌ ما ضربه الله له مثلًا، وإقرارهم به، وذلك هداية الله لهم به (١). (ز)

١٠٢٣ - عن سعد بن أبي وقاص -من طريق ابنه مصعب- {يضل به كثيرا}، يعني: الخوارج (٢). (ز)

١٠٢٤ - عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: {يضل به كثيرا}، يقول: يَعْرِفُه المؤمنون فيؤمنون به، ويعرفه الفاسقون فيكفرون به (٣). (١/ ٢٢٥)

١٠٢٥ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قوله: {ويهدي به كثيرا}، يعني: المؤمنين (٤). (ز)

١٠٢٦ - قال مقاتل بن سليمان: {يضل به} أي: يُضِلُّ الله بهذا المثل {كثيرًا} من الناس، يعني: اليهود، {ويهدي به} أي: بهذا المثل {كثيرا} من الناس، يعني: المؤمنين (٥) [١١٦]. (ز)


[١١٦] رَجَّحَ ابنُ جرير (١/ ٤٣٢ - ٤٣٣ بتصرف) أن يكون قوله تعالى: {يضل به كثيرًا ويهدي به كثيرًا} خبرًا مُسْتَأْنَفًا من الله?؛ مُسْتَنِدًا في ذلك إلى النظائر، وما ورد عن السلف، فقال: «وهذا خبر من الله -جل ثناؤه- مبتدأ، ومعنى الكلام: أنّ الله يُضِلُّ بالمَثَل الذي يضربه كثيرًا من أهل النفاق والكفر. وقد زعم بعضهم أنّ ذلك خبرٌ عن المنافقين، كأنهم قالوا: ماذا أراد الله بمَثَلٍ لا يعرفه كل أحد، يضل به هذا ويهدي به هذا. ثم استؤنف الكلام والخبر عن الله، فقال الله: {وما يضل به إلا الفاسقين}. وفيما في سورة المدثر من قول الله: {وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا. كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء} [المدثر: ٣١] ما يُنبِئ عن أنه في سورة البقرة كذلك مبتدأ».
وذكر ابن عطية (١/ ١٥٨) احتمالًا آخر، وهو: «أن يكون قوله تعالى: {ويَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} إلى آخر الآية ردًّا من الله تعالى على قول الكفار: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا}».

<<  <  ج: ص:  >  >>