للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحنيفية (١). (٨/ ١٧٠)

٣٦٦٤٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: أهلُ رحمة اللهِ أهلُ الجماعة، وإن تَفَرَّقَت ديارُهم وأبدانُهم، وأهلُ معصيةٍ أهلُ فُرْقَةٍ، وإن اجتمعت ديارُهم وأبدانهم (٢). (٨/ ١٧١)

٣٦٦٤٣ - عن سليمان بن مهران الأعمش -من طريق سفيان- {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك}، قال: مَن جعله على الإسلام (٣). (ز)

٣٦٦٤٤ - قال مقاتل بن سليمان: قال: {ولا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، يقول: لا يزال أهلُ الأديان مختلفين في الدِّين، غير دين الإسلام، ثم استثنى بعضَهم: {إلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ}: أهل التوحيد، لا يختلفون في الدِّين (٤). (ز)

٣٦٦٤٥ - عن مالك بن أنس -من طريق ابن وهب- {ولا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ}: الذين رَحِمَهم لم يختلِفوا (٥) [٣٢٩٩]. (ز)


[٣٢٩٩] اختُلِف في معنى الاختلاف الذي وصف الله الناسَ أنّهم لا يزالون به على أقوال: الأول: هو الاختلاف في الأديان، والمعنى: ولا يزال الناس مختلفين على أديانٍ شتى، مِن بين يهوديٍّ، ونصرانيٍّ، ومجوسيٍّ، وغير ذلك، وقالوا: استثنى الله من ذلك مَن رحمهم، وهم أهل الإيمان. الثاني: هو الاختلاف في الرزق، فهذا فقير وهذا غنيّ. الثالث: هو الاختلاف في المغفرة والرحمة.
ورجَّح ابنُ جرير (١٢/ ٦٣٦ - ٦٣٧) مستندًا إلى دلالة السياق القول الأول، وعلَّل ذلك بقوله: «لأنّ الله -جلَّ ثناؤه- أتْبَع ذلك قوله: {وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجَنَّةِ والنّاسِ أجْمَعِينَ}، ففي ذلك دليلٌ واضِحٌ أنّ الذي قَبْلَه مِن ذِكْرِ خَبَرِهِ عن اختلاف الناس، إنّما هو خبرٌ عن اختلافٍ مذمومٍ يُوجِب لهم النار، ولو كان خبرًا عن اختلافهم في الرِّزق لم يُعَقِّب ذلك بالخبر عن عقابهم وعذابهم».
ونقل ابنُ عطية (٥/ ٣٣) عن فرقة أنّ المعنى: «لا يزالون مختلفين في السعادة والشقاوة». ثم علَّق عليه بقوله: «وهذا قريب المعنى مِن الأول، إذ هي ثمرة الأديان والاختلاف فيها، ويكون الاختلاف -على هذا التأويل- يدخل فيه المؤمنون إذ هم مخالفون للكفرة». وانتقد القول الثاني قائلًا: «وهذا قول بعيدٌ معناه مِن معنى الآية».
ورجَّح ابنُ كثير (٧/ ٤٨٩) القول الأول، فقال: «والمشهور الصحيح الأول». ولم يذكر مستندًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>