للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٨٢٤ - عن الأعرج أنّه قرأ: (نَرْتَعِي) بالنون والياء، (ويَلْعَبْ) بالياء (١). (٨/ ٢٠٤)

٣٦٨٢٥ - عن مُقاتل بن حيان أنّه كان يقرؤها: (أرْسِلْهُ مَعَنا غَدًا نَلْهُو ونَلْعَبْ) (٢). (٨/ ٢٠٤)

٣٦٨٢٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- أنّه قرأ: «يَرْتَعِ»، يعني: بالياء، وكسر العين. قال: يرعى غنمه، وينظر، ويعقل، فيعرف ما يعرف الرجل (٣) [٣٣٢٠]. (٨/ ٢٠٣)


[٣٣٢٠] وجّه ابنُ جرير (١٣/ ٢٤ - ٢٥) هذه القراءة، فقال: «قرأته عامة قراء أهل المدينة: «يَرْتَعِ ويَلْعَبْ» بكسر العين من «يَرْتَعِ»، وبالياء في «يَرْتَعِ ويَلْعَبْ»، على معنى: يفتعل، مِن الرعي: ارتعيت فأنا أرتعي. كأنّهم وجهوا معنى الكلام إلى: أرسله معنا غدًا يرتع الإبل، ويلعب ... وكأن الذين يقرءون ذلك: «يَرْتَعِ ويَلْعَبْ» بكسر العين من «يَرْتَعِ» يتأولونه على الوجه الذي حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: «أرْسِلْهُ مَعَنا غَدًا يَرْتَعِ ويَلْعَبْ»، قال: يرعى غنمه، وينظر ويعقل، فيعرف ما يعرف الرجل». ووجّه قراءة مَن قرأ ذلك بالياء في الحرفين جميعًا وتسكين العين، فقال: «وقرأ ذلك عامَّة قراء أهل الكوفة: {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب} بالياء في الحرفين جميعًا وتسكين العين، من قولهم: رتع فلان في ماله: إذا لهى فيه ونعم وأنفقه في شهواته، ومن ذلك قولهم في مَثَل مِن الأمثال: القيد والرتعة».
ثم رجّح مستندًا إلى الدلالة العقلية، وأقوال السلف قراءةَ مَن قرأ ذلك بالياء في كليهما، وبسكون العين من {يرتع}، فقال: «وأَوْلى القراءة في ذلك عندي بالصواب قراءةُ مَن قرأه في الحرفين كليهما بالياء، وبجزم العين في {يرتع}؛ لأنّ القوم إنّما سألوا أباهم إرسال يوسف معهم، وخدعوه بالخبر عن مسألتهم إياه ذلك عمّا ليوسف في إرساله معهم من الفرح والسرور والنشاط بخروجه إلى الصحراء وفسحتها ولعبه هنالك، لا بالخبر عن أنفسهم. وبذلك أيضًا جاء تأويل أهل التأويل».

<<  <  ج: ص:  >  >>